IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في” المسائية ليوم الأحد في 06/10/2019

الوضع في لبنان يسير على خطين متوازيين. من جهة أولى خط الغضب الشعبي المترافق مع تصعيد وتوتر. ومن جهة ثانية خط المعالجات ومحاولات التوصل إلى حلول لتطورات صارت عصية على أي حل تقليدي.

الخط الأول تجسد اليوم عبر تظاهرة دعت اليها مبادرة “وعي”، وتنقلت بين ساحة الشهداء وساحة رياض الصلح، وصولا إلى مدخل السرايا الحكومية. اللافت أن عدد المتظاهرين اليوم كان أقل من عدد المتظاهرين الأحد الفائت، ما يعني مبدئيا أن الحركة الإحتجاجية لا تسير في منحى تصاعدي بل بالعكس. والبارز أيضا أن الشعارات اليوم لم تقتصر على المطالب الإجتماعية، بل توسعت لتشمل الحريات الإعلامية ورفض المساس بها بأي شكل من الأشكال.

لكن ما حصل في طرابلس كان أكثر تعبيرا مما حصل في بيروت. فعدد من شباب طرابلس اعتصموا في ساحة النور، رافعين لافتات كتبوا عليها: نحب كندا، وذلك في إشارة إلى رغبتهم وسعيهم للهجرة إليها. إنها صورة مأسوية عن وطن لا يحلم أبناؤه، ولا سيما الجيل الشاب فيه، إلا بالهجرة. فهل أضحى الإبتعاد عن الوطن الأم هو الحلم والمرتجى، وهل أضحى البقاء فيه كابوسا يصعب تقبله؟.

بالنسبة إلى خط المعالجات، الأمور إلى تقدم. أزمة المحروقات حلت مبدئيا والاثنين يوم عمل عادي، ما يعني ان المحروقات ستكون متوافرة كالعادة. في المقابل أزمة الطحين وبالتالي الرغيف لم تحل بعد، لكن المساعي الايجابية كثيرة وتسير في أكثر من اتجاه، وذلك للتوصل إلى حل شبيه بالحل الذي تم التوصل إليه للمحروقات.

هذا بالنسبة إلى المعالجات الآنية المباشرة. لكن الرهان الأكبر يبقى على المعالجات ذات المديين المتوسط والطويل. وتبرز في هذا الاطار الزيارة التي يقوم بها الرئيس الحريري إلى الامارات العربية المتحدة، وتتبعها زيارات إلى المانيا والسعودية وروسيا وفرنسا، من الآن وحتى نهاية شهر تشرين الثاني.

الهدف من الزيارات العربية والأوروبية، إطلاق دينامية دعم اقتصادي ومالي للبنان، ليتمكن من مواجهة التحديات المطروحة على الصعيد الاقتصادي- المالي. فهل يتجاوب العالمان العربي والغربي ويقدمان العون للبنان؟، وفي حال الايجاب هل تنجح دينامية الخارج في جعل لبنان يتخطى أخطار الداخل؟، وفي هذه الحال إلى أي حد سيسمح إيقاع العمل الحكومي بتلقف المبادرة الخارجية والاستفادة منها لانقاذ لبنان؟.