جريمة موصوفة جديدة ارتكبها مجلس النواب اليوم في حق الديمقراطية. فالبرلمان المتخاذل منذ سنة ونصف السنة عن ممارسة دوره وانتخاب رئيس للجمهورية، هب اليوم، باكثرية نوابه، لا لينتخب رئيسا بل ليؤجل استحقاقا ديمقراطيا مهما يتعلق بانتخاب مجالس بلدية واختيارية.
فهل النواب الذين بصموا على قانون التمديد، مؤتمنون على الحفاظ على الديمقراطية وتداول السلطة، ام انهم مكلفون بمهمة نحر الديمقراطية اللبنانية وجعل لبنان دولة فاشلة؟
جنوبا، الوضع هدأ نسبيا اليوم ، لكن كل الاحتمالات لا تزال مفتوحة في ظل مواصلة اسرائيل تهديداتها بحق لبنان واللبنانيين. والواضح ان الزيارة التي سيقوم بها وزير خارجية فرنسا في نهاية الاسبوع تكتسب اهمية كبيرة، لأنها تأتي في ظل جو مفصلي على صعيد الجبهة الجنوبية.
رئاسيا، تكتل الاعتدال لا يزال يحاول تحقيق خرق ما، وقد اجتمع لهذه الغاية برئيس مجلس النواب نبيه بري. لكن المؤشرات لا توحي ان الطبخة الرئاسية ” استوت” خصوصا ان فريق المعطلين، وعلى رأسه حزب الله، مصر على ربط كل الاستحقاقات اللبنانية بتطورات غزة.
البداية من قضية حياتية وجودية. فالكوليرا والسرطان باتا يهددان اللبنانيين بعدما حولت مخيمات النازحين نهر الليطاني الى مستنقع مجارير. والسبب ان مفوضية النازحين انقلبت على تعهداتها ، ما حمل مدير مصلحة الليطاني على اتهامها بادارة شبكة فساد منظم.