وفي اليوم السابع لم يتوقف القصف على غزة، ودفعت الصحافة اللبنانية الثمن. فاسرائيل استهدفت بقصفها علما الشعب الجسم الاعلامي، فسقط المصور عصام عبد الله من وكالة “رويترز”.
الذنب الوحيد للزميل عصام عبد الله انه أراد ان يصور الحقيقة للناس، وانه جند خبرته ليكشف اعتداءات اسرائيل على الحدود الجنوبية.
ولكن عبد الله لم يستطع اليوم ان يستكمل عمله، ولم يسمح له ان يلاحق الخبر الى النهاية، لانه أصبح هو الخبر!
ومع عصام عبد الله جرج من الجزيرة زميلان هما كارمن جوخدار التي بترت رجلها وايلي براخيا.
استهداف الصحافيين بهذا الشكل يشكل اعتداء موصوفا ويعتبر في مثابة جريمة حرب، وخصوصا ان جميع الزملاء المستهدفين كانوا اتخذوا اجراءات وتدابير تثبت انهم صحافيون!
فهل استهدافهم مدروس ومتعمد لاخافة الجسم الاعلامي ومنعه من نقل الحقيقة الى الناس؟
في انتظار الجواب، تحية الى روح الزميل عبد الله، وتحية الى الزميلين الجريحين كارمن جوخدار وايلي براخيا ، مع التمني ان تتحد جراحات الجسم الاعلامي اللبناني مع جراحات ابناء غزة ، عل ليل الاحتلال ينجلي عن فلسطين، وعل فجر التحرر والحرية يطلع من جديد.
وكانت التحركات الاحتجاجية ضد ما يحصل في غزة عمت اليوم المناطق، من الشمال الى الجنوب ، مرورا بالبقاع.
ابرز التظاهرات دعا اليها حزب الله في الضاحية الجنوبية، و قد اكد فيها نائب الامين العام نعيم قاسم ان الحزب يتابع خطوات العدو خطوة خطوة ولديه جهوزية كاملة، وانه متى سيحين وقت اي عمل، سيقوم به.
لكن قاسم لم يحدد متى يحين وقت العمل لدى حزب الله، علما ان وثيقة استخباراتية اميركية مصنفة سرية للغاية نشرتها صحيفة واشنطن بوست كشف فيها ان هناك نوعا من قواعد الاشتباك بين الحزب واسرائيل تنص على اظهار القوة لدى الطرفين مع تجنب التصعيد .
في الاثناء، انشغل لبنان بزيارة وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبد اللهيان الذي التقى المسؤولين اللبنانيين. لكن زيارة المسؤولين اليوم لم تحصل طبعا الا بعدما التقى عبد اللهيان ليل امس الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
اللافت ان عبد اللهيان أجل مؤتمره الصحافي الى الغد، اي بعد زيارة دمشق التي عجز عن زيارتها امس بسبب القصف الاسرائيلي الذي استهدف مطاري حلب ودمشق.
وعليه، فان الموقف الايراني الحقيقي سيعلن غدا، اي بعد التشاور مع القيادة السورية.
فماذا سيقول عبد اللهيان؟ وهل سيكون هناك موقف جديد انطلاقا من جولة المشاورات التي اجراها ؟ هذا على صعيد البر.
وأما في البحر فخيبة لبنانية من جراء انتهاء الحفر في البلوك رقم 9 من دون العثور على غاز . فهل قدر لبنان ان يلاحقه سوء الطالع، وكما في البر كذلك في البحر؟…