هل هذا هو الردُّ الذي هدّد به حزب الله إسرائيل منذ أربعة أسابيع تقريباً؟ وهل ما قاله نصرالله في إطلالته قبل قليل مقنع؟ في المبدأ، ما حصل كان مُتوقعاً، لكنه جاء أقل من المتوقع! فردُّ حزبِ الله جاءَ بعد عمليةٍ استباقية لإسرائيل، ما أفقد الرد عنصر المفاجأة، كما أفقدَه الكثير من قوته العسكرية وزَخَمه الميداني! وحصولُ العمليّة الإستباقية دلّ مرّةً جديدة على أنّ الإستخباراتِ الإسرائيليّة تتحكّم في الميدان، إن بسبب التفوق التكنولوجي أو بسبب اختراقاتٍ حاصلة في صفوف حزب الله. من جهة ثانية فإنّ نوعيّة الرد لم تكن بمستوى اغتيالِ المسؤولِ العسكريِّ الأول في الحزب فؤاد شُكر. فرغم كل ما ذكره الأمينُ العامُ لحزب الله، فإنّ الضربة الإسرائيلية في الثلاثين من تموز ظلّت أقوى بكثير من مستوى الرد. حتى أن نصرالله لم يستطع في كلمته أن يحدّد ما حققت الضربة وما لم تحقِقه، وما اذا كانت كافية أم لا ! هكذا سقطت معادلةُ ضربِ هدفٍ إسرائيلي كبير مقابل اغتيال شكر. فما تفسيرُ ذلك؟ هل لأنّ الحزب عاجزٌ عن تحقيق ضربة نوعية، أو لأنه لا يريد أن تؤدي ضربتُه إلى حرب شاملة لا يريدها لا هو ولا إيران؟ مهما يكن، ما حصل يطوي على الأرجح، صفحة الثأر لفؤاد شكر ويفتح صفحة جديدة عنوانها تطبيق القرار 1701. ما يعني أن ما بدأ اليوم سيستمر. فمفاوضات القاهرة في حال إرسائها هدنة في غزة لن تؤدي إلى هدنة في الجنوب، لأن ما يسري على غزة لا يسري حكماً على لبنان! فاذا كان حزب الله خاض حرب إسناد لغزة وحماس، فهل ستخوص حماس وغزة حرب إسناد للبنان؟