ما بعد الخامس والعشرين من آب 2024 ليس كما قبله.
فمرحلة الانتظار الثقيل انتهت، بعدما اعتبر حزب الله انه رد بطريقة مناسبة على اغتيال اسرائيل فؤاد شكر.
لكن الظروف التي رافقت الرد اوحت ان الطابع المسرحي طغى عليه، تماما كما على العملية الاستباقية التي نفذتها اسرائيل.
فالوضع العسكري والامني ظل مضبوطا بعصا “مايسترو” يعرف كيف يدوزن الرد والرد المضاد، فيما الوطن لا مايسترو له، وهو تحول الضحية الوحيدة.
حسن نصر الله الذي قال ان تأخر حزب الله في الرد هو للضغط اقتصاديا على اسرائيل بدءا بالبورصة، سها عن باله ان الاقتصاد اللبناني دفع الفاتورة الكبرى جراء حرب الاسناد التي اعلنها في الثامن من تشرين الاول، وان السياحة اللبنانية تكاد تحتضر هذا الصيف، بحيث صارت صيفية الحد الادنى لا اكثر ولا اقل.
فمتى يدرك حزب الله ان الحرب التي خاضها اسنادا لغزة جعلت لبنان بحاجة الى من يسانده ويسنده بعدما خسر حتى الان حوالى ملياري دولار؟ ومتى يدرك حسن نصر الله ان اللبنانيين تعبوا من الحروب العبثية التي لا تقدم ولا تؤخر في شيء، وهم يريدون ان يعيشوا في سلام، وان ينظروا الى المستقبل لا ان يبقوا جامدين في الماضي وعقائده وايديولوجياته؟.