لا استراحةَ محاربٍ في الحرب المتدحرجة بين إسرائيل وحزب الله. فتبادل النار عبر الحدود ليلَ نهار، اتخذ منحًى غير مسبوق.
عملياً، نيةُ نتنياهو واضحة في استدراج الحزب إلى حربٍ موسعة، ورسالتُه تهديدية، بأن على حزب الله فهمُها في حال لم يفهمها، والانسحاب إلى ما وراء الليطاني، وأنه عازمٌ على إعادة سكان الشمال إلى منازلهم سالمين.
حزب الله في المقابل، بعث رسالتَه الصاروخية إلى محيط مدينة حيفا، ويستمر في المواجهة، متجاهلاً الموقفَ الرسمي الإيراني، إنْ من الرئيس بزيشكيان بقوله إن مصلحة طهران هي التفاوض مع واشنطن لا غير، أو مما نقله المسؤولُ السابق لمصلحة تشخيص النظام محسن رضائي، بأن المرشد علي خامنئي، لا يريد إشعالَ حربٍ مع تل أبيب في الظروف الحالية …
فكيف تستقيم المعادلة وفي أي ظروف ما دامت إيران لا تريد الحرب، فيما حزبُ الله يصر عليها لتحقيق النصر، ويرفع سقفَ التحدي إلى أقصاه بلسان نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم الذي هدد قائلاً:”مستمرون بالإسناد، والتهديدات لن توقفنَا، ولا نخشى الأخطر ومستعدون لمواجهة كل الاحتمالات العسكرية”.
أكثر من ذلك، قاسم ذهب بتحديه مؤكداً أن سكان المستوطنات لن يعودوا بل سيزدادُ النزوح ويتوسع الإسناد … وفي هذه الحال، أيُّ نصرٍ يرمي به حزبُ الله اللبنانيين في أَتونِ الحرب وهو وحيد؟! ألا تعني المواقف الإيرانية أننا متروكون لشراسة نتنياهو ومزاجيتِه؟ وكيف لمحور الممانعة أن يربح هذه المواجهة، وقيادتُه في مفاوضاتٍ علنيةٍ وسرية، مع ممن يصفونَه بالشيطان الأكبر؟ ومن شياطين الرسائل الميدانية المتبادلة من حيفا إلى الجنوب نبدأ، فساعاتٌ طويلة من سخونةٍ غير مسبوقة في الميدانيْن البري والجوي.