غزة موزعة بين طبول الحرب ومساعي السلام. حتى الآن طبول الحرب هي الأقوى، وخصوصا أن آلة الموت الإسرائيلية تواصل استهداف الناس الأبرياء في بيوتهم وأماكن نزوحهم. كما أن الحرب النفسية من قبل المسؤولين العسكريين الإسرائيليين مستمرة.
وزير الدفاع الإسرائيلي يواصل حملاته التهويلية، إذ أكد في تصريح اليوم أن أمام عناصر حماس خيارين: الإستسلام أو الموت أضاف: “ستصل طائراتنا إلى أي مكان… لكل صاروخ عنوان. وسنصل إلى كل فرد في حماس.” في المقابل الغزاويون متشبثون بأرضهم وصامدون، لكنهم باتوا بأمس الحاجة إلى قوافل المساعدات المتوقفة عند معبر رفح، في وقت لم يبق في المتاجر ما يكفي لأربعة أو خمسة أيام من مخزون الغذاء.
عسكريا أيضا، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية وضع ألفي جندي أميركي في حال تأهب تحسبا لانتشار محتمل في الشرق الأوسط. فهل إعلان وزارة الدفاع إعلان حرب، أو أنه لدعم الجهود الديبلوماسية توصلا إلى حل سلمي قبل أن تصبح الحرب واقعا وقدرا لا مفر منه؟
على اي حال الايام المقبلة حاسمة ديبلوماسيا. المصدر الاساسي للحسم: الزيارة المرتقبة للرئيس الاميركي جو بايدن الى اسرائيل ، والتي ستعقبها قمة في عمان تجمع الى الرئيس الاميركي الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
واذا كانت زيارة بايدن لاسرائيل هي لتأكيد تضامن واشنطن مع تل ابيب في معركتها ضد حماس، فان غاية القمة الرباعية هي محاولة التوصل الى حل سلمي لحرب غزة. فهل الحل السلمي لا يزال ممكنا، أم ان ما كتب قد كتب؟
في لبنان، كرة النار تكبر وتتدحرج يوما بعد يوم. فمنذ الصباح الباكر شهدت الجبهة الجنوبية توترات واستهدافات وقصفا متبادلا ما ادى الى عدد من الاصابات في صفوف الجيش الاسرائيلي والى سقوط اربعة عناصر لحزب الله.
الوضع المتدهور جنوبا دفع المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي الى القول على منصة “اكس” ان على دولة لبنان ان تسأل نفسها ان كانت تريد المخاطرة بلبنان من اجل مخربي داعش في غزة، كما قال. فعن اي دولة يتحدث ادرعي؟ الم يسمع ما قاله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وهو اليوم على رأس السلطة التنفيذية، عن ان قرار الحرب والسلم ليس في يد الحكومة؟.