أحدٌ دامٍ طويل في لبنان. فهو بدأ من الصباح الباكر باستهداف اطراف الحدت، و شمل غارات اسرائيلية على لبنان، واستهدافات لحزب الله في الجليل . وفي النهار الدامي اغتيل المسؤول الاعلامي في حزب الله محمد عفيف مع عدد من معاونيه بغارة. كما استهدف الجيش الاسرائيلي مركزا للجيش في بلدة الماري في حاصبيا ما ادى الى استشهاد عنصرين من الجيش. الهجوم على الجيش من قبل اسرائيل سبقه تعرض دورية من اليونيفيل لاعتداء من افراد غير تابعين لجهات غير حكومية كما قالت اليونيفيل في بيانها، ما يؤشر طبعا الى حزب الله. فهل الرسائل النارية المتبادلة هي الرديف الطبيعي للرسائل الديبلوماسية التي يتبادلها الاطراف المعنيون، والتي ترجح بعض الاوساط انها لن تصل الى نتيجة ايجابية؟ في الوقائع، الجميع في انتظار جواب حزب الله على المقترح الاميركي. ووفق المعلومات فان من المرجح ان يسلم الحزب جوابه الى الرئيس بري الليلة او غدا قبل الظهر على ابعد تقدير. لكن معلومات اخرى تشير الى ان الحزب لن يسلم جوابه، بانتظار ايضاحات يريدها من المبعوث الرئاسي الاميركي اموس هوكستين، فيما الاخير في انتظار جواب الحزب، ليقرر ما اذا كان سيأتي الى لبنان ام لا ! فمن ينتظر من في النتيجة ؟ وبين الانتظارين نحن في دوامة لا تنتهي. يؤكد الامر ما نقلته صحيفة هآرتس عن مسؤولين اميركيين واسرائيليين عن ان الاشكالية التي لم تُحّل بعد هي مطالبة اسرائيل بحرية العمل في لبنان، اذا تعرض امنها للخطر. وهذه المعلومة، اذا صدقت، تخالف ما يقوله الرئيس نبيه بري من ان المسودة الاميركية لا تتضمن اعطاء اسرائيل حرية التحرك في لبنان . فهل يعني كل ما يحصل اننا امام مناورات ومراوغات لن تؤدي لا الى تسوية ولا الى وقف لاطلاق النار؟ البداية من اغتيال الصوت الاعلامي لحزب الله في راس النبع. فمن هو محمد عفيف الذي تلقى تحذيرات عدة من احتمالات قتله خلال العدوان الاسرائليلي؟