آموس هوكستين غاب عن السمع فخلت الساحة لبنيامين نتانياهو من جديد. من قلب بيروت الى ضاحيتها وصولا الى الجنوب والبقاع رَسمت اسرائيل منذ فجر اليوم خطاً احمر بلون الدم . في البسطة غارة مدمرة استهدفت بالاساس القيادي في حزب الله محمد حيدر، لم تتّضح نتيجتها بعد، فيما سقط اكثر من خمسة عشر شهيداً . وفي الضاحية والجنوب والبقاع استهدافاتٌ وغارات، لكن الاقسى يَبقى ما يحصل على الحدود الجنوبية. فالجيش الاسرائيلي يعزز وضعَه في القطاعين الشرقي والغربي.
في الشرق اصبح في قلب بلدة الخيام ، وفي الغرب اصبح على اطراف بلدة البياضة ، فيما ذكرت معلومات انه سيطر على الجزء الاكبر منها . فاذا صحت الاخبار الواردة من المنطقة الحدودية فهذا يعني ان الجيش الاسرائيلي حقق تقدما ميدانيا ملحوظا في الساعات الثماني والاربعين الفائتة رغم المقاومة التي يُواجَه بها من عناصر حزب الله. احتدامُ الوضع العسكري واكبه تعقيدٌ كبير في الوضع السياسي , فرئيس الحكومة الاسرائيلية يريد استكمال عمليته العسكرية في لبنان ، فيما ايران لا تبدو مستعجلة للتوصل الى اتفاق على وقف اطلاق النار ، وذلك انطلاقاً من حساباتها الاقليمية والنووية . ووفق المعلومات المسرَبة من طهران فان المسؤولين الايرانيين لا يريدون اضافة أي امر على القرار 1701 ويعتبرون ايَ اضافة هدفـُها تحقيقُ مصلحة اسرائيل . وهذا ما يفسر لماذا تعقدت المفاوضات ، ولماذا لم يتوصل هوكستين الى تحقيق اي خرق عملي… كل هذه الصورة تعني امرا واحداً : لا تسوية في الوقت الراهن , واسرائيل “المستقوية” بتطورات الميدان صارت مـتشبّـثـة اكثر بمطلب حرية التحرك عندما ترى ذلك ضرورياً ، وهو امر يرفضه لبنان ولا يمكن ان يقبل به حزب الله . وعليه ، فان الحربَ مستمرة ، حتى اشعار آخر. ومع آخر تحديثات الحرب نبدأ.