IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ “mtv” المسائية ليوم الخميس في 12/11/2020

من جديد فرنسا في لبنان. لكن هذه المرة ليس عبر رئيسها إيمانويل ماكرون بل عبر المستشار في قصر الإليزيه باتريك دوريل. الزيارة متوقعة، وخصوصا أنها تأتي بعد انقضاء المهلة التي حددها ماكرون لتشكيل الحكومة في خطاب التوبيخ الذي ألقاه في الإليزيه.

وبخلاف الكلام السياسي – الديبلوماسي الذي تردد، فإن الأجواء لم تكن مريحة بين الموفد الفرنسي وبين المسؤولين اللبنانيين. دوريل حمل رسالة واضحة إلى المسؤولين فحواها: إذا لم تحسموا أمركم ولم تشكلوا حكومة ولم تنجزوا الإصلاحات المطلوبة فإن المبادرة الفرنسية لن تبقى على الطاولة إلى الأبد. كذلك فإن الدعم الإقتصادي الفرنسي للبنان والذي يتمثل بعقد مؤتمر الدعم له بعد شهر سيزول، ليبقى لبنان وحيدا بلا داعم ولا معين. أكثر من ذلك، الموفد الفرنسي تساءل بمرارة: لماذا ما يهم الولايات المتحدة في لبنان كموضوع الترسيم يمر بهدوء، فيما ما تريده فرنسا مستحيل التطبيق، علما أنها لا تريد إلا مصلحة لبنان واللبنانيين؟ وهل لأن فرنسا تعتمد لغة ديبلوماسية لا تحيد عنها وتتجنب فرض عقوبات وفتح ملفات الفساد وفضح أسماء الفاسدين تسقط مبادرتها لإنقاذ لبنان، فيما تنجح المبادرة الأميركية لترسيم الحدود؟

المعطيات المذكورة دفعت أحد المطلعين الى التأكيد لل “ام تي في” ان زيارة دوريل لم تحقق حتى الان على الاقل نتيجة حسية ولم تكن على قدر الامال المعلقة عليها. صحيح ان الموفد الفرنسي سمع كلاما ايجابيا من المسؤولين والقيادات، لكنه كلام لا يصرف طالما لا يقترن بافعال. وعليه اسئلة كثيرة تطرح ابرزها: هل سيواصل الفرنسيون بعد زيارة دوريل جهودهم لتحريك الجمود ام سيسلمون بالامر الواقع؟ ثم: هل الزيارة المنتظرة لماكرون الى لبنان ستحصل ام ستؤجل؟ واذا حصلت هل ستكون كالزيارتين السابقتين ام ستكون زيارة رسمية تقتصر على زيارة الكتيبة الفرنسية في الجنوب اضافة الى زيارة رئيس الجمهورية؟

والاهم: ماذا اذا سقطت المبادرة الفرنسية نهائيا؟ وما البديل؟ في الخلاصة: لبنان على مفترق طرق، والاحتمالات كلها مفتوحة بدءا من تزايد الضغط الاقتصادي، مرورا بمواصلة فرض العقوبات على مسؤولين لبنانيين، وصولا الى عملية امنية – عسكرية يمكن ان تحصل، من الان وحتى تسلم بايدن رئاسة اميركا. اضافة الى كل هذه الاخطار، جائحة كورونا باتت هاجسا يوميا عند اللبنايين. فهل ينفع اغلاق البلد، ام ان لا أمل طالما ان التدابير الفاعلة والجذرية غائبة بدءا من بوابة لبنان اي المطار؟