IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”mtv” المسائية ليوم الجمعة في  10/09/2021

بعد ثلاثة عشر شهرا، بل دهرا، مليئة بالمآسي والويلات والدموع أبصرت الحكومة النور. الانهيار خلال هذه الجلجلة الطويلة، بلغ حدا كارثيا، بحيث سبقت دموع الحزن دموع الفرح في عيني رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، لما أعلن التشكيل. فقد “استحقها” كما يقال بالعامية، إنه رمى نفسه في لجة عميقة من المشاكل السياسية والخلقية والسيادية والمالية والاقتصادية والاجتماعية… لقد رمى نفسه في قمرة قيادة سفينة غارقة، وبأنه يرأس حكومة أمر واقع شكلها كونسورسيوم دولي – اقليمي ملتبس، ومنظومة داخلية قانونية لكنها غير شرعية. لكن كل هذه التوصيفات المخيفة، لا تعفي الرئيس ميقاتي من خطيئة أنه ينتمي إلى الطبقة السياسية، التي تسببت بكل المصائب، ولا تعفيه أيضا من أنه ارتضى ترؤس حكومة مغايرة في توجهاتها، ومعظم رجالها للحكومة التي يطالب بها لبنان السابع عشر من تشرين، لبنان الجائع التواق إلى دولة مكتملة الأوصاف، لبنان ضحايا انفجار الرابع من آب، وإخوانهم محروقو التليل. ولا تعفيه مطلقا من مهمة إنقاذ لبنان المدمر، دولة وبشرا وحجرا. ولا تسمح له قطعا أن يندب الإرث الثقيل، الذي رماه في وجهه من سبقوه. ففي لبنان المحتضر سيد ميقاتي، كل شي تفتت، وتفرق إلا أهل المنظومة الذين على رغم خلافاتهم وأنانياتهم، والتقطع في تناوبهم على السلطة، غير أنهم أمنوا دائما أسوأ انواع الحكام والمتحكمين على كراسي السلطة، وإلا…، لما وصلنا إلى ما نحن فيه، من عار ودمار.

من هنا، سيد ميقاتي لا يحق لك بالتهاني ولا بالمغلي ولا بالزهور والسرور، ولا يحق لك بهامش راحة أو برحلة استجمام، والأهم انك محروم من فترة السماح التقليدية. أما تشغيليا فلا يحق لك ان تقول بأنك محاط بوزراء مشاكسين أو أنك تواجه ثلثا معطلا يديره الرئيس ووزراؤه، وبالتالي انت مسؤول عن كل فشل يسجل وعن كل نجاح لا يتحقق. سيد ميقاتي، الناس الذين تحدثت عنهم واغرورقت عيناك بالدموع، ينتظرون منك أن تكفكف دموعهم وترفع الضيم عنهم وتؤمن لهم الماء والدواء والاستشفاء والتعليم وأن توقف نزيف الهجرة. والناس يرفضون رفضا قاطعا أن ترندح لهم اغنية “ما خلونا”, ولا لزوم لتذكيرك بقدسية استحقاق الاستحقاقات المتمثل بالانتخابات النيابية ولو اصطدمت بعنف بشركائك الألداء في الحكومة الذين يخشون اختبار تجديد السلطة . في المقلب الآخر من المصائب، لن يغفر لك أحد ألا تقتحم بالود والمحبة أبواب العرب والعالم المقفلة بوجه لبنان لصالح ابواب فارس المشرعة للسلاح والبواخر وكل مظاهر ضرب السيادة، ولن يسامحك أحد إن لم تمنع أن يستمر لبنان منصة شتم للعرب وألا تحرره وتعيده من متاهات جهنم. وأخيرا وليس آخرا، المتحرك سيد ميقاتي أنك قد تنجح أو قد تفشل، لكن الثابت أن زملاءك في المنظومة واركانها حتى الساعة صامدون، لذلك لا تنسوا أيها اللبنانيون ترجعو تنتخبون هني ذاتن.