IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”mtv” المسائية ليوم الثلثاء 21/09/2021

نالت الحكومة الثقة من المجلس النيابي ، إنها تسوية سياسية واضحة أدت إلى رفع النواب الأيدي تأييدا بعد ضوء أخضر فرنسي ومازوت أحمر إيراني . لكن بعد الإنجاز يبقى أمام الحكومة تحديان . الأول أن ينال وزراؤها الثقة لجهة جدارتهم في مسك الملفات الحارقة العائدة إلى وزاراتهم، والخوف هنا له بعدان، الثقة بحسن الأداء والمهنية وقد بدا عدد منهم أدنى من المستوى، والبعد الثاني أن تعمر التسوية بين الأقطاب أركان المنظومة، وإلا سقطوا ووزاراتهم ولبنان في فخ المراوحة والفراغ. أما التحدي الثاني، فهو سيادي كراماتي بإمتياز، إذ لا يخفى على المتابعين أن التشكيل جاء على شاكلة مقايضة مجحفة بين قوى إقليمية وقوى داخلية إما مستضعفة وإما مسمسرة: الحكومة مقابل السيادة. وهذا بدا جليا فاقعا في عراضة المازوت الإيراني الذي أغرق الدولة بمكابرة مكشوفة وغير مجانية من دون أن يأتينا بالكهرباء. بمعنى أوضح طلعت ريحتنا مازوت، لكن محركات الدولة المستتبعة لم تشتغل.

الواقع الإجتياحي المتحور نحو الأسوأ، أسقط في ما أسقط، معادلة، خذ يا ميقاتي الاقتصاد والمال والتجارة، كما في زمن الرئيس الشهيد رفيق الحريري، واترك لنا الأمن والسياسة الخارجية. علما بأن هذه المعادلة قد بدأ إسقاطها يوم اغتيل الحريري، لكن أحدا لم يقتنع أو لم يستوعب هذا التطور الخطر إلا اليوم. وأكبر تأكيد على صحة هذه النظرية الجديدة يمكن قراءته في موقف وليد جنبلاط الذي غرد مذبوحا باكيا على صديقه نبيه بري، إذ لمس أن بري سيكون الشاهد أو الشهيد المعنوي-السياسي الأخير من أركان ترويكا اقتسام السلطة زمن الاحتلال السوري.

وسط التشويش الإستباقي على الحكومة الوليدة، يستقبل الرئيس الفرنسي الرئيس نجيب ميقاتي الجمعة في زيارته الأولى الى الخارج بعد نيل حكومته الثقة. الزيارة معنوية لا عملية، لأن حكومة ميقاتي لم تباشر بعد الاصلاحات المطلوبة منها فرنسيا ودوليا ولم ترسم خريطة الطريق للخروج من الأزمات الخانقة، لكنها ستشكل رافعة ضرورية في مواجهة الذين ندعوكم دائما الى إنو ما ترجعو تنتخبون هني ذاتن