IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “mtv” المسائية ليوم الثلثاء في 19/10/2021

خطاب السيد حسن نصرالله امس جاء اشبه بصاروخ انفجر وهو على منصة إطلاقه . لقد شاء نصرالله كشف حزب القوات لإرضاء جمهوره الخائب الغاضب وكسبا للرأي العام فإذ بمكان الحادث وما نطقت به الحناجر وما داسته “الرناجر” وسط عين الرمانة وما أصابه الرصاص في زمن عدسات السوشيال ميديا يضبط هذا الجمهور بالجرم المشهود . وعندما توسع في شرحه بدا وكأنه ينفي الحق بالمقاومة والدفاع عن النفس والكرامات والأبناء والأرزاق عن شريحة من اللبنانيين هوجموا في عقر دارهم. بل اكثر، لقد اقتطع لنفسه الحق بإسقاط الحرمات، وما على الناس والدولة سوى الخنوع والخضوع. أما المناورة الفاشلة الأفدح فبانت في عجزه عن فصل المسيحيين عن القوات وعن اللبنانيين، إذ رذل الأولى وخلع عليها وعلى رئيسها أبشع الصفات ، قبل أن يتفرغ لردحية تربيح جميلة نادرة لم يشهدها الخطاب السياسي اللبناني في أسوأ أيام الحرب ، فخلط بين واجبه القانوني والأخلاقي بعدم الاعتداء على اي مواطن ، وإدعائه حماية أناس لا يحتاجون الحماية إلا من دولتهم وربهم ، والأسوأ أنه أظهر المناطق الشيعية وكأنها كانتونات وسكان الطوائف الأخرى رعايا فيها زمن السلطنة. والزحطة الكبرى أن نصرالله دفع المسيحيين الى التحلق عقلانيا حول القوات وليس غريزيا , وكذلك فعل معظم السنة والدروز وعدد لا يستهان به من الشيعة ، لأنهم لم يروا في أداء القوات وخطابها وممثليها إلا ما يطمئن . وفي مفارقة مستهجنة وقع السيد حسن في مطب مخيف عندما اتهم حزب القوات من دون براهين ببناء ميليشيا مسلحة و بالتخطيط للحرب الأهلية ونعت رئيسه بالمجرم.

وبدلا من التعليل، رفع سبابته مهددا بميليشيا افتراضية من مئة ألف مقاتل شيعي من دون احتساب النساء والكشافة و جيوش الولي الفقيه الضاربة في المنطقة . وكان مهد لهجمته بتدمير القضاء العميل غير المطيع وأمطر الجيش بالشكوك فاتحا سجلات الماضي الملونة بالدم ، لكنه لم يسأل ، لكن الناس سألوا، لماذا لم يقتل الجيش أحدا من اللبنانيين من غير هذه الطينة . في المحصلة جملة حقائق: ياسيد ، لك ذاكرتك الانتقائية والناس لهم ذاكرتهم النقية غير القابلة للتشويه والمحو. القوات تخلت عن سلاحها كمقاومة لما قامت الدولة ولو لم تفعل لكانت تحولت الى مقاومة مزورة أو قوة احتلال أو بندقية مأجورة .

المسيحيون ليسوا زوارا في مناطقهم فحيث حلوا حل العلم واخضرت الأرض وانتشرت المعرفة. لطالما رجوناك يا سيد بأن تحسب خط الرجعة وحذرناك من أن ساحات القتال في المنطقة ستتقلص يوما، وها هي تتقلص ، فقلص عسكرك وجهز ناسك نفسيا بأنهم سيعودون يوما الى لبنان الصغير الديموقراطي المتنوع، لكنك رفضت هذه الحمية فإذا بلبنان يضيق بك وأنت تضيق به، وها أنت أمام جيش جرار بلا شغل. في انتظار إجابات لن تأتي ، مجلس الوزراء معطل ، القضاء مستهدف ، فيما انشغل المجلس النيابي بإدخال تعديلات على قانون الانتخاب، وباستثناء إتاحة تصويت المغتربين لـ 128 نائبا بحسب قانون 2018 ، انفجرت الخلافات حول تقديم موعد الانتخابات الى 27 آذار فيما سقط تخفيض سن الاقتراع والكوتا النسائية. ولكن كيفما جاء القانون اياكم ايها اللبنانيون ما ترجعو تنتخبون هني ذاتن