لبنان ليس دولة منهارة بعد، لكنه على شفير الانهيار وحكومته تخذل شعبها اذ تعيش في عالم خيالي لا يبشر بالخير. هذا الكلام ليس لسياسي او حتى لباحث بحيث يتهم قائله بالتسييس والفئوية .
انه بيان صادر عن مكتب الامم المتحدة في بيروت بعد زيارة قام بها مقرر الامم المتحدة الخاص المعني بالفقر المدقع وحقوق الانسان . لكن عن اي حكومة يتكلم بيان مكتب الامم المتحدة؟ هل عن الحكومة التي تشظت من الداخل على خلفية الموقف من القاضي طارق البيطار؟ ام عن الحكومة التي اختلفت اختلافا جذريا حول غزوة عين الرمانة؟ او حتى عن الحكومة التي لا امل في عودتها الى الاجتماع, بعد قضية وزير الاعلام جورج قرداحي؟ باختصار، في لبنان اليوم لا وجود لحكومة، بل لشبه حكومة ولوزراء يجتمعون افراديا، ولرئيس حكومة استعاض عن اجتماع الحكومة بلان وزارية واجتماعات جانبية.
كل هذا قد يكون مقبولا ومسموحا في مرحلة عادية. لكن هل هذه هي حكومة الانقاذ التي انتظرناها طويلا ووعدنا بان الانقاذ سيتحقق حتما على يديها؟
على صعيد الازمة مع السعودية والخليج لا جديد. فخريطة الطريق التي وضعها الامين العام لحزب الله حسن نصر الله امس أكدت عمق الاشكالية، وان لا مجال لاحداث اي خرق في ظل الظروف التي يعيشها لبنان والمنطقة.
واليوم زار وزير الاعلام جورج قرداحي الرئيس نبيه بري. واكد بعد الزيارة انه مستعد للاستقالة اذا حصل على الضمانات التي ابلغها للبطريرك الراعي.
في المقابل المعلومات الواردة من الخليج تشير الى ان السعودية ودول الخليج تشترط استقالة قرداحي كمقدمة للبحث في العلاقات اللبنانية – الخليجية.
الموقفان المتناقضان يعنيان اننا لا نزال في قلب الازمة، وان الجهود التي بذلتها الجامعة العربية وسواها لم تحقق اي نتيجة حتى الان على الاقل.
في هذا الوقت تسجيل المغتربين للانتخابات مستمر، ويحقق ارتفاعا يوميا ملحوظا. والمطلوب ان تستمر الاندفاعة وتقوى حتى في الايام الثمانية الباقية، وذلك للتخلص من طبقة سياسية فاسدة بمعظمها ولتحقيق التغيير المنشود.
لذلك ايها اللبنانيون المنتشرون تسجلوا للانتخابات بكثافة، ويا ايها اللبنانيون المقيمون والمنتشرون عند الاقتراع “اوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن.”