IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “mtv” المسائية ليوم الخميس في 09/12/2021

الذين هللوا للخرق المفترض الذي حققه الرئيس الفرنسي بإلزام السعودية ودول الخليج على التعاطي مع لبنان والاستثمار فيه وفك عزلته من دون أن يقدم على اي خطوة سياسية ودبلوماسية تجاه هذه الدول، ومن دون إنجاز اي خطوة سيادية أو اصلاحية في إدارته العامة، هؤلاء أنفسهم كانوا هللوا لخسارة ترامب “الأربعتش آذاري” وفوز بايدن الممانع. في الماضي المتوسط وفي الماضي القريب، هذه النظرة المريضة للعلاقات مع الداخل والخارج هي التي صفعتهم بالأمس البعيد وخربت لبنان.

لا يا سادة ، لقد آن الأوان أن تعلموا بأن الدول القريبة والبعيدة ومهما اختلفت فيما بينها حول ملفات كثيرة، إلا أنها تجمع على أن لبنان دولة مخطوفة على أيدي منظومة فاشلة سارقة وناهبة حولته من قبلة الشرق الى كومة ركام. اعلموا ايها اللبنانيون، أن العالم كله يجمع على لائحة الشروط والتوصيات الملزمة التي أعاد طبعها وتنقيحها في العلا ماكرون وبن سلمان، و قد حظيت بموافقة كل دول الخليج والفاتيكان والعالم ، وبالتالي يتعين على لبنان تطبيقها بحذافيرها بدلا من السعي الطائش الى خرق التضامن العربي ، مرة من البوابة القطرية ومرة من البوابة المصرية، وقد قالها وزير الخارجية السعودية اليوم بصراحة : ليست هناك أزمة مع لبنان بل أزمة في لبنان بسبب هيمنة إيران ، الأزمة في لبنان بين حزب الله والشعب اللبناني.

ايها اللبنانيون ، اعلموا بأن لا أحد في العالم يريد حصار لبنان ، وأسباب الحصار التي نعاني من ويلاته ، هي لبنانية بامتياز ، إذ يكفي أن ننظر الى ما طالب به الرئيس ماكرون والأمير محمد بن سلمان والرئيس السيسي ورئيس دولة قطر ، لنكتشف أنها مطلب كل لبناني عاقل ، ومطلب الثورة نفسها ، ومن رفض تطبيق مضامينها ، هي المنظومة . فهي التي ترفض الاصلاح ومحاربة الفساد ، وترفض ردع حزب الله عن تعطيل المؤسسات ومجلس الوزراء ، والقضاء ، وعلاقات لبنان بالعرب والعالم . والمنظومة تنسف التدقيق الجنائي والكابيتال كونترول ، و تتلاعب بصرف الدولار ،  وتبتدع كل يوم ما يسلب الناس آخر قروش يخبئونها ، وليس رفع سعر صرف السحوبات من المصارف من 3900 ليرة الى ثمانية آلاف للدولار، سوى محطة عابرة على هذا الطريق . يكتسب ما تقدم بعدا رمزيا صارخا ، إذ يصادف في اليوم العالمي لمكافحة الفساد . والمخزي في المناسبة أن كلمة الفساد باتت تدفع الكون لا شعوريا ، الى التطلع نحو لبنان ، وقد صار وكيله الحصري وأمه المرضعة . لكن ، رغم كل ما سلبتكم إياه المنظومة ، ايها اللبنانيون حافظوا على حقكم بالانتخابات ، بس رجاء ما ترجعو تنتخبون هني ذاتن