IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”MTV” المسائية ليوم الأربعاء في 25/08/2021

ماذا أجل ميقاتي زيارة بعبدا قبل ساعتين من الموعد المحدد له ؟ وهل تأجيل الزيارة يقرأ بصورة إيجابية أم سلبية ؟ دوائر القصر الجمهوري أكدت عند الثانية بعد الظهر أن الرئيس المكلف سيلتقي عون عند الرابعة، لكن فجأة اعلن أن الزيارة أجلت من دون تحديد موعد آخر. وفي المعلومات أن اتصالا هاتفيا جرى بين ميقاتي والقصر الجمهوري حمله على العدول عن الزيارة.

في الإتصال المذكور أبلغ ميقاتي أن الرئيس ميشال عون مصر على كل الأسماء المسيحية التي طرحها وأنها ليست قابلة للبحث عنده، ما حمله على إلغاء الزيارة أو إرجائها إلى الغد ربما.

إرجاء الزيارة ترافق مع اتصالات جرت مع ميقاتي هدفها حمله على التريث ، باعتبار أن ضغوطا محلية وفرنسية ستمارس على الرئيس عون، لحمله على القبول بتشكيلة ميقاتي. فهل الضغوط الفرنسية ستفعل فعلها وسنرى ميقاتي غدا في القصر الجمهوري حاملا تشكيلة من أربعة وعشرين وزيرا؟ أم أن ضغوط اليوم ستكون كضغوط الأمس وما قبله، وبالتالي فإن الحكومة ستظل عالقة عند لعبة الأسماء المسيحية المموهة الهادفة إلى تحقيق الثلث المعطل؟.

التعقيد السياسي الجديد – القديم رافقه تعقيد قضائي. مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون اصدرت بلاغ بحث وتحر بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على خلفية اتهامه بقضايا تبييض اموال وتحويلات مالية الى الخارج.

قرار غادة عون لا يمكن ان يقرأ بالقانون بل بالسياسة. فالقرار لا قيمة قانونية له لسببين. الاول: ان لا صلاحية لها ببحث قضية سلامة بعدما كفت يدها عن القضايا المالية بصورة نهائية. كما ان قرار غادة عون لا يصبح ساري المفعول اذا لم يعممه المدعي العام التمييزي غسان عويدات، وهو امر لن يحصل. اذا، غاية عون مما فعلته سياسية.

ففريق العهد الذي يقف وراءها اراد توجيه رسالة قاسية الى ميقاتي، الذي لا يرغب كالعهد في فتح معركة مع حاكم مصرف لبنان. كل هذا يؤكد انه رغم الضغوط المحلية والفرنسية فان الحكومة لا تزال عالقة في عنق الزجاجة، ولا شيء يشير الى ان ميقاتي سينجح في تذليل العقبات الحكومية المتناسلة. فهل يكون الاعتذار آخر الدواء؟.

وفي انتظار الفرج الحكومي، الجحيم اللبناني مستمر ومتواصل، والصورة مأسوية امام محطات الوقود وفي الافران والصيدليات. الازمات المعيشية والمالية تتفاقم في ظل غياب شبه تام لأجهزة المحاسبة والرقابة. اما الاداة الاولى للرقابة، اي مجلس النواب، فغائب عن السمع والنظر معا، كأنه غير موجود اصلا، فهل معظم النواب يعيشون معنا وبيننا ام “مصيفين كعادتن”؟.

مع ذلك ايها اللبنانيون، “ما تنسو ترجعو تنتخبون هني ذاتن”!!