انه عيد الاستقلال الثاني، بل ذكراه الثانية والجمهورية بلا رئيس، ومهما تجبر الانقلابيون، ومهما اعطوا فعلتهم الشنيعة مبررات تبيح لهم الخروج على الدستور، فلا يمكنهم اخفاء الخراب الناجم عن تماديهم في ابقاء الدولة بلا رأس، وقد صارت مركبا تائها بلا ربان.
ليس أدل على هذه الصورة، من الناس الذين نزلوا إلى شوارع العاصمة اليوم يبحثون عن مسؤول ينقلون إليه خوفهم على الحاضر والمستقبل، فلم يجدوه. انها قمة الجنون ان تترك الدولة لمصيرها، فيما الدول تتفتت والارهاب يضرب شرقا وغربا. انها قمة الخيانة ان نرى عظماء الكون يرتجفون من الموت العبثي الزاحف إلى دولهم، فيما عظماء لبنان يبحثون عن مصالحهم وسط أشلاء دولتهم والنفايات.
والمقلق أكثر، ان كل اللقاءات الجانبية ومشاريع سلال التسوية، لا تزال تتأرجح ما بين التكتكة والتعمية والاستدراج، فاللقاءات يتم انكارها، وسلال المبادرات تعوزها الارادات الحرة والاستعداد لاعطاء الاولوية لمصلحة لبنان.
في الانتظار ينهش القلق اللبنانيين، بفعل موجة الاشاعات التي تهدد شركاتهم وصروحهم الدينية والوطنية، جامعات ودور عبادة ومؤسسات تجارية، بعمليات ارهابية، الأمر الذي ينذر بالحد الأدنى بالقضاء على موسم الأعياد حتى ولو تبين ان التهديدات غير جدية.
في السياق تبلغ لبنان، وبالطرق غير الديبلوماسية نفسها، ان البحرية الروسية أنهت مناراتها، وصار بامكانه استعادة خطوطه الجوية المدنية.