من يحشر الحكومة في الزاوية ويدفع رئيسها الى المفاضلة بين كرامته الشخصية وكرامة الدولة بعد تعطيل الالة المترنحة المتمثلة بمجلس الوزراء هو نفسه الذي يساير التيار الحر الباحث عن تأمين الميثاقية وهو نفسه الذي يترك العماد عون واجهة ابدية مع الحليف سليمان فرنجية على موقع الرئاسة المحجوب، وهو نفسه الذي يمرر الرسالة الى احد الحلفاء كي يطالب بمؤتمر تأسيسي فيما يسارع احد وزرائه للاعلان بأن حزب الله يريد تطبيق الطائف.
والخطير في هذه الصورة السلك القوي الذي بات يربط بين تعطيل المؤسسات وربط مصير لبنان بمصير الصراع في الاقليم وصولا الى المؤتمر التأسيسي، ومن يعرف ان المؤتمر التأسيسي يلغي الطائف الذي كلف اللبنانيين مئات الالاف من الضحايا لا يخفى عنه ان الطريق اليه والذي لا يحظى باجماع اللبنانيين يؤسس لحرب مدمرة لا يعود لبنان من بعدها يشبه نفسه بل سيشبه احدى الولايات التي يعمل البعض على انشائها في المنطقة على انقاض الدول والكيانات.