يوم برتقالي بامتياز، فجمهور النائب ميشال عون احتشد على طريق بعبدا، بحيث بدا وكأنه على قاب قوسين أو أدنى من ايصال زعيمه إلى القصر الجمهوري. صحيح ان المرشح الرئاسي النائب ميشال عون، لم يحضر شخصيا لأسباب أمنية، لكن كل ما في المهرجان كان مدوزنا بنفس رئاسي، فكلام عون جاء هادئا توفيقيا يجمع ولا يفرق. كذلك كلام رئيس التيار جبران باسيل، حتى كلام رجال الدين الذين يمثلون الطوائف اللبنانية جاء ليؤكد ان المهرجان نظم وأعد لهدف وحيد، قطع المسافة المتبقية بين طريق القصر والقصر بأقصى سرعة ممكنة.
لكن المسافة السياسية إلى قصر بعبدا، لا تزال أبعد من المسافة الجغرافية القريبة التي أبرزتها تظاهرة التيار. فهناك الاعلان المنتظر من الرئيس سعد الحريري لترشيحه عون، وهو أمر بدأ يواجه بحملة استباقية من الدائرين في الفلك السوري لحمل الحريري على التراجع عن الاعلان، هكذا يمكن فهم التغريدات التي كتبت أمس واليوم، والتي تقصدت الاعلان ان وصول عون إلى قصر بعبدا، لا يعني البتة وصول الحريري إلى السراي الحكومي. فهل ينجح هذا التكتيك المرسوم في سوريا والمنفذ من حلفائها في لبنان، في خربطة التسوية الرئاسية من جديد؟.