لو تركت لعبة تأليف الحكومة لأصولها، لكان سهلا انجازها، ولكانت المنصة الرئيسية في الاستقلال ثلاثية الكرسي، لا متورمة بكرسي رابع. لكن خصوم العهد ينتهجون تكتيك القتال التأخيري، فإعاقة قيام حكومة يفقده زخم الانطلاق، ولبنان بحاجة إلى هذا الزخم.
ولا تتوقف الهجمة هنا، فبعد عرض القصير الذي قيل إنه لتخويف الخارج، كيف يفسر عرض الجاهلية بالقمصان السود ولو بلا سلاح؟. وهل ينفع ان يموه برسالة لجنبلاط؟.
وسط هذا الضباب، يصل وفد سعودي الاثنين إلى بيروت.
أما سيناريوهات المعارك التأخيرية فمعروفة، تحجيم كتل وأحزاب كبيرة لجهة حصصها في الحقائب، ومنح أحزاب صغيرة حصصا ضخمة، إضافة إلى توريم أفراد ليصيروا بحجم كتل.
وإذا مر عيد الاستقلال ولم تر الحكومة النور، فيمكن ساعتئذ البدء بالتساؤل عما إذا كان مخاض التأليف سيتبع تقويم التأليف الذي اتبعته الحكومة السلامية. وما إذا كان الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية سيقبلان أم سيقلبان الطاولة.
مما تقدم، لا بأس برصد خطاب الاستقلال الأول للرئيس عون الاثنين.