هل بدأ يلوح الضوء في نهاية النفق اللبناني الطويل؟ ثمة مؤشرات أولية توحي بذلك. منها أن إيران صارت دولة مندرجة بالكامل ضمن المجتمع الدولي وانتظام الشرعية الدولية… لا عقوبات ولا قطيعة ولا خصومة… باستثناء موقف السعودية منها، مما لا يبدو أن ثمة معالجة له… في المحيط الأقرب، الجيش السوري يكاد يتنزه على عشر جبهات دفعة واحدة. مع أن الجيش نفسه، وقبل أسابيع قليلة، كان يكتفي بتعداد النكسات وإصدار البيانات عن سلسلة تراجعاته التكتية في إدلب وأريحا وتدمر وسواها… ما يعني أن عاملا حاسما دخل على الخط، من دون أي اعتراض من أي مرجعية ناقضة… وبين سوريا ولبنان، باتت العودة ضرورية إلى الصديق غوغل، لاكتشاف آخر موقف أميركي أو أوروبي ينتقد وجود حزب الله في سوريا… لكأن الأمر صار مقبولا… أو طبيعيا، أو حتى مطلوبا… وهو التدرج نفسه الذي مرت فيه مواقف هؤلاء من بشار الأسد… بين يجب أن يرحل… ثم يجب أن يرحل في وقت ما… ثم ممكن أن يبقى لفترة معينة… وصولا إلى اعتبار بقائه ضرورة للحل… تدرج منطقي يبدو أنه سينتقل إلى لبنان. وفي مواضيع واستحقاقات أساسية. أولها رئاسة الجمهورية… فما كان مستحيلا، سيتحول ممكنا. قبل أن يصير مطلبا وضرورة… لذلك يفقد البعض صوابه وأعصابه. ولذلك يحاول البعض التشويش والعرقلة والتفخيخ… يفقدون الأعصاب والصواب، لأنها عاصفة السوخوي يا عزيزي… وسيظل جنونهم بلا جدوى، لأنهم راهنوا يوما على داعش. فيما العالم، كل العالم يتحد لضرب الإرهاب، الذي ربطوا مصيرهم بمصيره… كيف لا، حين يصير تخطيط داعش – وفي غضون عشر سنوات فقط – لاحتلال روما وقطع رأس قداسة البابا والكرادلة، موضوعا أول للإعلام الغربي.