صحيح ان النفايات لم تعتل بعد ظهور البواخر في رحلاتها المدفوعة غاليا من جيوب اللبنانيين، غير ان أحدا لن يتمكن من كسر القرار بنفيها، وبالتالي فإن كل الانتقادات التي طاولت الصفقة شكلا ومضمونا وكلفة، وكل الشكوك التي حامت حول الشركتين الناقلتين ادارة واختصاصا، لن تعدو كونها عمليات تبرئة ذمم “وتمريك” في السياسة، رغم صحة بعض نقاط الاعتراض المثارة.
ويرد من فبرك الصفقة على المعترضين، بأن تسييس الملف وتطييفه لم يتركا أمامهم سوى البحر، فإما ان ترمى النفايات فيه أو ترحل عبره.
ووسط هذه الضوضاء، وفيما ملف الرئاسة عالق عند التسوية التي انحدرت إلى أقل من مبادرة، انشغل الوسط المصرفي بالعاصفة التي أثارها السيد حسن نصرالله بدعوته الدولة إلى تحويل القطاع إلى قطاع ممانع رافض للاملاءات الأميركية.