على بركة التوافقات الاكسترا مؤسساتية وبتناغم بين اكثر من سائق تتقدم جرافة الدولة مقتلعة كل العقبات التي طالما عطلتها، بالأمس قانون الانتخاب، أمس سلسلة الرواتب، واليوم التشكيلات الدبلوماسية، وغدا على الوعد الموازنة العامة والتعيينات الادارية. الاقلاع الجديد للدولة ضروري، لكنه غير مرض، فهو يخلو من الاصلاح ويغلب المحاصصة ويبدي الكم على النوع بدليل ان الجهد المبذول ارضى القليلين واغضب الكثيرين وبينهم وزراء ورئيس الجمهورية.
التواءات السلسلة التي دفعت قطاعات مغبونة عدة الى التهديد بالشارع والقضاة الى الاعتكاف ليست وحدها سبب الموجة الرمادية التي تظلل البلاد، فتهديدات حزب الله بالحرب على الارهاب في جرود عرسال تضغط على الواقع السياحي والسياسي والدبلوماسي، خصوصا انه يتزامن مع سفر الرئيس الحريري الى واشنطن حيث سيجد نفسه ملزما على اقناع الادارة بقابلية ضبط اللعبة الملتبسة بين دوري الجيش والميليشيا والتأكيد على عدم اختلاطهما، لأن المطلوب اسقاط الارهاب لا الجيش.