انه الاول من آب، وكأنه الأب، اي الاقنوم الاول في سيبة الوطن، ورأس الثلاثية الذهبية “الشعب والجيش والمؤسسات”. انه العيد الثاني والسبعون على ولادة المؤسسة العسكرية، يأتي هذا العام مثقل بالعبر، فلا ننسى ان الجيش وعندما افرغت مؤسستا رئاسة الجمهورية من سيدها، والحكومة من قدرتها على ادارة شؤون البلاد ودخل مجلس النواب في دوامة التجديد لنفسه، وشرعت البلاد على شط المخاطر الامنية وسط الشرق المشتعل، حمل الجيش وحده حمل الحفاظ على الدولة، ولم يكتف الجيش بالدفاع السلبي عن الوطن، اي الاكتفاء بالوقوف في موقع رد الفعل، بل واصل بناء قدراته وانتهج استراتجية الدفاع الاستباقي الوقائي فقارع الارهاب وانتزع خلاياه ورؤوسه من اوكارها.
وفي الوقت عينه حمى الحراك الديمقراطي في البلاد من الشوارع الغاضبة الى المؤسسات التي تحولت الى ابراج بابل واللاذ للفوضى والتشجيع على العصيان، صمود الجيش الذي استحق احترام الداخل والخارج، حفظ المواقع العليا في الدولة، واسهم في اعادة اكتمال منظومتها بدء من رأسها، والمهمات الصعبة لا تتوقف هنا، فاحتفالية الاول من اب وتسليم السيوف الى الضباط الجدد تعني الكثير، فيما الجيش يستعد لاستعادة جرود رأس بعلبك والقاع من براثن الارهاب، فهي رسالة واضحة وصارمة الى من يعنيهم الامر بأن السيوف ليست للزينة بل للاستعمال، وبأن الدماء الشابة التي ترفد الجيش ستوسع رقعة نفوذه ودوره بحيث يتولى وحيدا وقريبا وبلا شريك ولا غريم امن البلاد ومهمة حماية السيادة.