وكأن اسرائيل تشارك في التجييش الانتخابي في لبنان، وفي دعم نظام الأسد في سوريا، فكلما “انزرك” العدوان اللدودان لاسرائيل سياسيا أو عسكريا، هبت تل ابيب إلى تذخيرهما بمروحة من الأسباب الموجبة لاستمرارهما، الأول في معركته للدفاع عن سلاحه وحمايته بمنظومة نيابية وازنة في الانتخابات النيابية المقبلة، والثاني أي الأسد في حرف أنظار العالم عن قتله شعبه بالكيماوي، والايحاء لمن بقي حيا من السوريين بأنه يخوض معركة حمايته من الارهاب الأصولي.
أما مكسب نتنياهو فيختصر باثنين، الأول ان اسرائيل في خطر وهو الوحيد المؤهل للدفاع عنها، والثاني تصغير حجم فساده مقارنة بما يقوم به من بطولات.
كل هذا والعالم يتفرج، فيما ترامب لم يستبعد ضربات جوية أميركية، عقابا لأسد على ما يرتكبه في الغوطة.
الطائرات الاسرائيلية المعتدية خرقت السيادة اللبنانية، لكن عربدتها في الأجواء لم تشتت تركيز المتقاتلين من أجل كسب المقاعد النيابية، فحرب السادس من أيار باتت على الأبواب.
في السياق، توالى اعلان اللوائح الانتخابية، ومعها لقاءات تحفيز الناخبين للاقبال على التصويت. كما تنشط حركة اتصالات حثيثة على خط التحالفات الانتخابية، خصوصا تلك التي لا يجمع بين المتحالفين فيها أي جامع مشترك، بعدما بدأ هؤلاء يشعرون بان ما وقع فوقيا على طاولة القيادات، لا تسري مفاعيله حكما على الناس. أما الحلفاء الطبيعيون الذين باعدت بينهم خلافات ظرفية وتعرجات قانون الانتخاب ثم عادوا والتقوا جزئيا، كثلاثي “المستقبل”- “القوات”- “الكتائب”، فإنهم يستغلون المساحة الفاصلة عن السادس من ايار، لتعزيز سبل التعاون انتخابيا في بعض الدوائر، وسياسيا في مرحلة ما بعد الانتخابات، وفي الاطار تندرج زيارة الوزير غطاس خوري معراب.