لا يزال ملف تشكيل الحكومة في اطار الدروس والمواعظ الدينية والأخلاقية قي شقها الرباني الذي تتقاطع عليه كل الديانات التوحيدية، أي ضرورة الترفع عن الأنانيات والتخلي عن المصالح الشخصية، من أجل إعلاء مصلحة الوطن وضرورة التخفيف من الجشع والأوزان، لمنح من يؤلف الحكومة القدرة على تكميل “البازل” المكون منطقيا من ثلاثين حقيبة.
ما عدا هذه المواقف المغرقة بالمثاليات، لا شيء تحقق حتى الساعة، ما عدا كلام نقلته “المركزية” يشير إلى معطيات إقليمية ودولية تجمعت لدى الرئيس الحريري من شأنها، إن صحت، ان تكسر حلقة المراوحة وتعجل في عملية التأليف في الأسبوعين المقبلين.
لكن المعطيات المنقولة تركت ظلالا كبيرة على نوعية التشكيلة ومعاييرها، وهل تبقي على الصيغة المعروفة أم ان صيغة جديدة مختلفة سترى النور؟.
في المقابل، يرتفع منسوب الشكوك في أن تتمكن الرياح الداخلية من تحريك أشرعة التأليف، كما تمنى الوزير باسيل للmtv، رغم تأكيده انه والرئيس المكلف لا بد سيلتقيان يوما ما. وبالعملي فإن الرئيس الحريري في لندن، فيما يتوجه وزير الخارجية الاثنين إلى الولايات المتحدة للمشاركة في مؤتمر حول الحريات الدينية.
توازيا، وبعدما نشرت الmtv الوثيقة- البرنامج الذي أعدته الخارجية الروسية لإعادة النازحين، تحرك الرئيس الحريري على هذا الخط، فكلف مستشاره للشؤون الروسية جورج شعبان التواصل مع الحكومة الروسية، للوقوف على تفاصيل الاقتراحات التي طرحتها في هذا الاطار، في سعي ظاهر من الحريري إلى مأسسة التعاون مع روسيا، ولوقف الاندفاعة الحزبية لخصصة هذا الملف وإعادة حصره بالدولتين.