بعد ان دور موعد الأول من أيلول الرئاسي، ليتحول إلى مهلة حض غير مقرونة بزمان أو تدابير صارمة، عاد الجميع إلى جوهر الخلاف الأساسي بين المكونات، أي إلى حلبة التناطح بين الأحجام والحصص.
والمنتظر في الأسبوع الطالع ومن دون أي تأكيدات أو معلومات رسمية، ان يلتقي الرئيس الحريري الوزير باسيل، وذلك في اطار لقاء الرئيس المكلف باقي رؤساء الأحزاب والكتل المؤثرة في سياق بحثه عن جوامع مشتركة أو قاعدة قسمة حسابية يقبل بها الجميع منطلقا لعملية التأليف.
والسؤال الذي يتردد الآن: إذا لم يتحقق لقاء الحريري- باسيل هل يتجاوز الرئيس المكلف هذه المرحلة، ويحمل تشكيلته التي أعدها بمن حضر من القوى، فيعرضها على الرئيس ميشال عون الذي لا ينفك يطالبه بها؟.
وفي خطوة مفاجئة غمز فيها من قناة الوزير باسيل، نصح الشيخ نعيم قاسم ما يربط تأليف الحكومة بحلم رئاسي بانه واهم.
وفيما البحث عن الحكومة يدور في حلقة مفرغة، حلقة التطورات الاقليمية والدولية تضيق حول لبنان، فمشروع حل أزمة النزوح السوري بدأ يصطدم بعوائق ظاهرها انساني وحقوقي، وباطنها سياسي مرتبط بالصراع الكبير الدائر في سوريا. وقد عبر المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي عن هذه التحولات في زيارته الأخيرة للبنان. ولا تنتهي عملية التطويق والحشر عند هذا الحد، فبعد ما نفذ لبنان من التجديد ل”اليونيفيل” من دون تعديل مهامها بحسب ما طالبت واشنطن، ها هو يواجه اليوم أزمة كبرى هبت عليه من بوابة وقف واشنطن تمويل الأونروا التي تعنى برعاية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وحده نتنياهو اثنى عليه وصفق له بمعرفته بالخطر الذي يتسبب به للبنان.
ما عدا هذه التطورات، نهاراتنا وليالينا تعبئها حوادث السير، وشبابنا وشاباتنا يسقطون كالعصافير الذين يسقطون ضحايا افتتاح موسم الصيد.