بعده الفول خارج المكيول والعلم عند الله، هذا ما قاله الرئيس نبيه بري للصحافيين ردا على سؤال بشأن الحكومة. لكن بقاء الفول خارج المكيول لا يعني بتاتا ان تأليف الحكومة عاد إلى المربع الأول، أو ان الصعوبات التي برزت أمس ألغت إمكان تشكيل حكومة قريبا، فمعظم التحليلات والترجيحات تصب في خانة ان كل ما حصل في الساعات الأخيرة هو طبيعي، قبل الوصول إلى الأمتار الأخيرة من السباق. وعليه فإن الأجواء السياسية تنبئ بأن الاتصالات والمشاورات والاجتماعات المعلنة وغير المعلنة، ستتواصل في عطلة نهاية الأسبوع، على ان تدار محركات التشكيل من جديد بدءا من مطلع الأسبوع المقبل.
وفي هذا الاطار، تأتي زبارة الدكتور سمير جعجع عصر اليوم إلى “بيت الوسط”، كما توقعت أوساط معنية ان تكون للرئيس المكلف سعد الحريري زيارة إلى بعبدا قريبا، على ان تسبقها ربما زيارة إلى عين التينة.
الجو المتفائل نسبيا لا يعني ان حل عقدة وزارة العدل سهل، علما ان الرئيس الحريري قال أمام الصحفيين اليوم “كله بينحل”. وفي التفاصيل ان الأجواء في قصر بعبدا هي أجواء ترقب وانتظار لما قد يحصل، مع الاشارة إلى ان كل المعلومات تتقاطع عند التأكيد بأن الرئيس عون لا يمكن ان يتساهل في موضوع وزارة العدل، وهو مصر على ان تكون من حصته لأنه يريد ان يحقق من خلالها وعده بمحاربة الفساد. وفي هذا الاطار تعتبر مصادر مطلعة ان كل تأخير في تشكيل الحكومة، لن يؤثر أو يغير بتاتا في موقف الرئيس.
“قواتيا” لم يرشح شيء حتى الآن عن اجتماع جعجع- الحريري، لكن كل المواقف “القواتية” توحي ان لا تراجع عن المطالبة بوزارة العدل، خصوصا ان “القوات” حرمت من الحصول على أي وزارة سيادية، كما ان الوزارات الأساسية تقاسمتها القوى السياسية ولم يبق أمام “القوات” سوى العدل.
فأي منطق من المنطقين سيغلب في النهاية؟، وهل يتوصل الرئيس الحريري إلى حل لهذه العقدة، بحيث نشهد الأسبوع المقبل ولادة الحكومة المنتظرة منذ حوالى خمسة أشهر؟.