أمام العقدة الحكومية المستعصية، وفي غياب الحلول، ازدهر الكلام بالحكم واستحضرت حصص من التاريخ. الرئيس عون تحدث أمام وفد عن الوالدتين المتنازعتين على أمومة طفل واحتكمتا إلى سليمان الحكيم، وأمام عجزه عن اقناعهما بالتنازل واحدة للأخرى، أمر بقطع الطفل إلى نصفين، عندها صرخت إحداهما قائلة: “اعط الطفل إلى غريمتي”، عندها تيقن سليمان الحكيم ان التي خافت على الطفل من القتل هي أمه الحقيقية.
إسقاط عبر هذه القصة على الواقع اللبناني، هل يعني ان الرئيس سيصرخ في المتنازعين على الحصص الحكومية، قائلا كفوا عن تقطيع البلد وخذوا من حصتي الوزارية، فتتأكد عندها أبوته للجميع وتسلك حكومة عهده الأولى طريقها إلى الحياة؟.
بالتوازي اعتبر رئيس “التقدمي” وليد جنبلاط ان التسوية ضرورية أيا كانت مرارتها تفاديا للانهيار.
الدعوات الداخلية إلى تغليب الحس الوطني، تلاقت مع دعوة الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس اللبنانيين إلى تنفيذ القرار 1701، والابتعاد عن النار السورية وبراكين الاقليم. وقد حض الجميع على التنازل لتشكيل حكومة تعتمد مبدأ النأي بالنفس الحقيقي، وتنصرف إلى البناء.
إلا ان هذه الدعوات لا تلقى حتى الساعة أي صدى، ومشكلة سنة “حزب الله” إلى مزيد من التعقيد، إذ يلح الحزب على الرئيس المكلف كي يستقبل وفدا منهم ويحاورهم، فيجيبه الحريري “واحد واحد أهلا فيهم، بس كتكتل مش واردة”.
إذا تضخم العقدة وتنصل “التيار الحر” من وساطته، دفعا المراقبين إلى استبعاد ولادة الحكومة قبل الأعياد، ما لم تحصل أعجوبة تباشيرها غير محسوسة حتى الساعة.