حادثة الجاهلية الأليمة أبحرت بالبلاد الى الجاهلية، وكشفت عري الدولة ووقاحة المنطق المتغاضي عن السلاح المتفلت في بعض المناطق، تحت مسميات مختلفة، تبدأ بسرايا المقاومة، وتمر بسلاح “حزب التوحيد” وشاكر البرجاوي والعصابات التي تعيث بالأمن بقاعا من دون إغفال سلاح الفصائل الفلسطينية الممانعة، وصولا الى سلاح “حزب الله” الذي يرعى كل هذا الكوكتيل ويحميه.
يكتسب هذا الوصف صدقيته من سرعة ارتماء وهاب في حضن السيد حسن نصرالله، لحظة شعر بالخناق يضيق عليه، وكيف استقبله كالابن الشاطر، ولتبيان فداحة الصورة، كاد الشك أن يدخل أذهان اللبنانيين الذين حسبوا للحظات وكأن دورية المعلومات تخطت حدود لبنان ودخلت حدود دولة أخرى ذات سيادة.
ولا يظنن أحد أن في ما قلناه دعوة لاستخدام القوة او استباحة الحرمات والكرامات، بل دعوة الى أن تبدأ الدولة بضبط الفلتان من منابعه وليس عند المصب، فيتعذر عليها استيعاب حوادث كالتي شاهدناها في الجاهلية وغيرها. في المحصلة لقد رأى الناس ما حصل أمس في الجاهلية وهم يترقبون بقلق كيف ستتعاطى الدولة مع القضية، يمثل وهاب أمام القضاء بتوقيت القضاء وشروطه أم لا يمثل؟ فعلى ماهية الجواب يمكن البحث في الجدوى من القضاء والقوى الأمنية من عدم جدواهما.
توازيا، الوضع الحكومي في موت سريري وعمليات الإنعاش انحرفت عن التأليف لتركز على إعادة إحياء الحكومة وعقد جلسات لمجلس الوزراء توضع تحت عنوان الضرورة تسييرا لأمور الناس.