IMLebanon

مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون أم تي في” المسائية ليوم الجمعة في 16/10/2020

عشية الاحتفال الوطني الشعبي الكبير بمرور سنة على ثورة 17 تشرين ، لا بد من التوقف عند اخفاقات الثورة والنجاحات التي حققتها هذه الانتفاضة الشعبية المدنية العفوية العارمة العابرة للطوائف التي انطلقت في ذلك النهار المبارك.

اما في النجاحات ، فهي وإن لم تكن حاسمة ولم تتمكن من إحداث التغيير المنشود ، أي أنها لم تسقط السلطة الفاسدة ورجالها ، وأنها لم تتمكن حتى الساعة من تشكيل جبهة تغييرية ببرنامج موحد يخولها تسلم الحكم . غير أن الثورة فرضت إطارا حديديا آسرا للسلطة المتسلطة ورجالها الفاسدين، قيد حركتهم ومنعهم من التصرف بمقدرات البلاد كيفما شاؤوا. بمعنى أدق ، صحيح ان الثورة لم تتمكن من الفرض لكنها باتت قادرة على الرفض، وهذا يبدو واضحا من خلال تهاوي الحكومة الأولى والثانية وسقوط محاولة التأليف وهي بعد في طور التكليف. أما في الإخفاقات والمعوقات ، فيعاب على الثورة أنها لا تزال على تفككها ، وهي مصابة بما يشبه الأمراض التي تصيب أهل السلطة ، أي التسابق المكتوم على القيادة والتنافس غير المجدي في استصدار البرامج الاصلاحية المتضاربة، ما سمح بتنامي فطريات عبثية فوضوية تدعي الثورة، أخافت الثوار الحقيقيين. ولا ننس في السياق، القمع السلطوي و انتشار فيروس الكورونا والأوضاع الاقتصادية المزرية التي خففت من اندفاعة الثورة . لكن غدا يجب ان يشكل انطلاقة جديدة لها مسنتدة الى النجاحات ومتعظة من الاخفاقات .. لبنان يحتاجكم

أما على ضفة السلطة فلا مكان للحسابات الوطنية ، فالسلطة بشخص رئيس الجمهورية وجبرانه، عطلت الاستشارات لإخضاع الرئيس الحريري لواجب التواصل مع باسيل بغية التحاصص المباشر معه بلا وسيط، وكأن شيئا لم يتغير ولا شعبا يجوع ولا بلاد تغرق في الفوضى. هذا التصرف الذي لم يفاجىء العارفين بجبران ، لم يفاجىء حزب الله الذي كان يراهن على هذه النتعة الباسيلية مستغلا الوقت الضائع لافتعال شروط لتبديل مضامين المبادرة الفرنسية. علما بأن الحزب واثق من أمرين: الأول، تمسك الحريري بالورقة الفرنسية التي هي بالنسبة اليه بيان الحكومة الوزاري. والثاني ، رفض الرئيس ماكرون تغيير مضمون مبادرته.

والسؤال المطروح الآن ، هل يبقي الرئيس عون على الاستشارات الخميس المقبل فيكسب الدولة ما أضاعه عليها العناد من وقت ثمين؟، أم يدفع البلاد الى جحيم الفراغ فيطير الاستشارات مستعيدا شعار،” إما جبران أم الفراغ” . في هذه الأجواء ، يجول ديفيد شنكر على المرجعيات الرسمية والسياسية مقيما الجولة الأولى من مفاوضات الترسيم مع اسرائيل، وما لم يعره بعض السلطة من اهتمام ، هو تركيز الموفد الأميركي على اهمية التعجيل في الاصلاح وصولا الى الشفافية، لأن هذه الخطوة إن تحققت ستعطي الدولة اللبنانية الدفع الضروري لتلقف مرحلة ما بعد الترسيم ، والتي تبدأ بمساعدة لبنان ماليا واقتصاديا على التعافي من مصائبه، وصولا الى استغلاله ثرواته الغازية والنفطية، من الجنوب الى الشمال، فهل من يسمع؟