Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الجمعة في 25/12/2020

ميلاد مجيد. حتى أول من أمس كان اتهام جهة إقليمية مثل إيران وحليفها المحلي “حزب الله” بالعرقلة أو بعدم بذل الجهد لتسهيل ولادة حكومة، اتهاما غير مسند، أما بعد جهر وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف بنظرة بلاده إلى مسيحيي المنطقة ومن بينهم مسيحيو لبنان، صار بالإمكان الاعتقاد بأن مشكلة عدم تشكيل حكومة في لبنان لا يقتصر على الكباش الإيراني- الأميركي حول الملف النووي، بل يتجاوزه ليطاول الدور المحوري لمسيحيي لبنان في المشروع الامبراطوري الإيراني إلى جانب شيعة “حزب الله”، والذي تحول بعد إسقاط الهلال الشيعي من قوس متصل جغرافيا، يمتد من إيران ويمر في العراق وسوريا وصولا إلى لبنان، إلى بقع جيوسياسية- عسكرية غير متصلة، على شاكلة تلك القائمة في اليمن وغزة والعراق وسوريا ولبنان.

وغني عن القول إن المطلوب من الشق المتحالف مع “حزب الله” من مسيحيي لبنان، تناسي الخصوصية اللبنانية والمصالح الوطنية العليا، مهما عظمت الخسائر لإنجاح المشروع المذكور. نصدق هذا السيناريو، لأن لا عاقل يصدق أن مشكلة داخلية مهما عظمت لا يمكن حلها، وتشكيل حكومة تنقذ لبنان من الإنهيار.

إذا صدق هذا المنطق، فإن توافق الرئيسين عون والحريري، لو حصل، كان سيستدرج حكما عرقلة بعناوين مختلفة ومختلقة، كان سيتولاها مقرب أو مقربون من “حزب الله”. صحة هذه المقاربة يمكن لمسها جلية في موقفي البابا فرنسيس أمس واليوم، الذي دعا فيهما إلى تحييد لبنان عن صراعات المنطقة، وذكر المسيحيين بضرورة التركيز على التمازج مع المكونات الأخرى وإعلاء مفهوم العيش الواحد مع المسلمين. وبموقفي البطريرك الراعي أمس واليوم الذي طور فيهما منطق وغاص في تفاصيل الميكرو اللبناني، في كلام يفترض أن يقوله رئيس الجمهورية لكنه لا يفعل، حتى أنه تغيب عن قداس الميلاد في بكركي كي لا يسمعه من سيد الصرح.

هذان المنطقان، البابوي والبطريركي، يغيظان “حزب الله” وإيران لإنهما ببساطة يشوشان على مشروعهما، ويؤسسان لجبهة داخلية معارضة وموجة ديبلوماسية مضادة في الخارج.

في الانتظار، لا يراهن أحد على فرج حكومي قريب، والأزمات المتنوعة ستتناسل وتتحول وتتوسع كورونيا، والعام الجديد سيحمل كل الإرث الكارثي الثقيل.