عادة، في لبنان كل يوم فضيحة… أما اليوم فنحن أمام فضائح كثيرة لا تنتهي! الفضيحة الاولى: ما حصل في طرابلس.
فالإعتداءات التي توالت على مقار رسمية ودينية في العاصمة الثانية ليل امس طرحت اكثر من سؤال، واثارت الكثير من الهواجس، واعادت الى اللبنانيين ذكريات مرة يفضلون عدم تذكرها.
فمن يصدق ان ما حصل هو فقط نتيجة ردة فعل شعبية؟، ومن يصدق ان الاعتداءات لم تكن مدروسة وخطط لها جيدا؟…
طبعا الغضب الشعبي موجود ومكبوت، وقد تفجر ليل امس. لكن الغضب أمر والاعمال التخريبية المرفوضة أمر آخر. فهل من تحقيق جدي سيجرى لمعرفة الفاعلين والمشاركين والمحرضين، ام ان المسؤولية ستلقى كالعادة على طابور خامس دائما لا يعرف من هو؟.
الفضيحة الثانية الخلاف بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المستقيل في شأن اي هيئة يجب ان تدعى لمواجهة ومعالجة تطورات طرابلس: المجلس الاعلى للدفاع ام مجلس الامن المركزي؟.
وفي النتيجة لم ينعقد لا هذا ولا ذاك، وقضي الامر باجتماع انعقد في وزارة الداخلية حضره قادة الاجهزة الامنية، اضافة الى قائد الجيش، ورافقه توتر بين المؤسسات والاجهزة الامنية.
ولا عجب في ذلك، اذ ان المسؤولين الامنيين على دين رؤسائهم!.
الفضيحة الثالثة: السجال الدائر بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف في شأن تشكيل الحكومة. انها صورة مضحكة – مبكية. فالبلد ينهار، والناس يعانون، ومرضى الكورونا يموتون احيانا على باب المستشفيات وعون والحريري يتساجلان على امور وقضايا لم تعد تهم أحدا، لأن الوضع تجاوزها ولأن الناس في واد اخر.
فمتى يدرك رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف هذه الحقيقة الساطعة كالشمس؟ متى يدركان ان السجالات الشعبوية الفارغة قد تخطاها الزمن؟ فهي لا تطعم الجائع خبزا، ولا تشفي مريضا، ولا تبلسم جراح انسان يعاني، ولا تمنع شابا يائسا ان يركب موجة الهجرة عند اول فرصة ممكنة.
اكثر من ذلك، ان هذه السجالات السخيفة والمجانية تزيد من جرصتنا امام العالم. ترى الم يقرأ عون والحريري ما قاله الرئيس ماكرون اليوم عن ان قادة لبنان لا يستحقون بلدهم وان ثمة حلفا شيطانيا بين الفساد والترهيب هو الذي يمنع عودة لبنان الى حياته الطبيعية؟
في المختصر ايها اللبنانيون، ان الفساد من امامكم والترهيب من ورائكم، فالى اين المفر؟