رمضان كريم، يحل الشهر الفضيل هذا العام وكل لبنان صائم بمسلميه ومسيحييه، قسم ارتضى صوما فوق الصوم ومنهم من صومتهم المنظومة قسرا، والمؤلم ان كلا الفئتين لن يفطر في عيد الفطر إن استمرت إدارة شؤون البلاد بين ايدي المنظومة المتحكمة بمصير اللبنانيين.
عبرة أخرى ان الصوم يحل هذا العام في 13 نيسان ذكرى حرب المدفع والقتل والتهجير، فيما نجحت السلطات المافيوية المتعاقبة على الحكم منذ ستة وأربعين عاما في تحقيق ما عجزت عنه الحرب.
في اليومي، من مآثر المنظومة أنها وبدلا من تشكيل حكومة، تتصارع مكوناتها بحيث صارت طهران وواشنطن وباريس ودمشق أقرب لقياداتها من بعبدا وعين التينة وبيت الوسط. مثل آخر، بعدما نجح الجيش في نفض الغبار عن الوثائق التي تثبت حق لبنان بـ1430 كيلومترا إضافيا في مياهه جنوبا، وبعد تجاوز إشكالية أن يحظى المرسوم بتوقيع مجلس الوزراء مجتمعا نظرا الى أهمية استلحاق الفرصة قبل أن تستولي إسرائيل على الماء والثروات والدولارات، فجأة امتنع رئيس الجمهورية عن توقيع المرسوم الاستثنائي.
هنا تدافعت التساؤلات، لكن الأقوى إثنان في مقابل استنتاج أكيد: إما لعدم منح العماد جوزيف عون هذا الفضل السيادي لأسباب معروفة، وإما استرضاء لديفيد هيل عل الخطوة تسهم في رفع العقوبات عن جبران باسيل وتسهل أمامه درب الرئاسة. أما الأكيد، فإن الصمت المريب لحزب الله عائد الى أنه لا يستسيغ استرجاع هذه المساحة بالتفاوض وإلا سقطت حجة احتفاظه بالسلاح. تزامنا وفي بحر آخر قبالة سواحل الإمارات اتهمت تل ابيب إيران بقصف سفينة اسرائيلية ، في رد واضح على تفجير اسرائيل مفاعل نطنز ، فهل يكون لهذا الحدث أي صدى في لبنان؟.. الخيار إيراني