أعطت المنظومة من تبريرات ومهما سخف مسخفوها زيارة الوزير لودريان واستخفوا بأهمية دولته ومحدودية قدراتها على فرض العقوبات، فإن زيارة وزير خارجية فرنسا بالشكل الذي مهد لها فيه، وبالطريقة التي تتم فيها، تشكل محطة مهينة جديدة لطبقة سياسية فقدت ماء وجهها وأسقطت نفسها ولبنان، من منظومة القيم والدول المحترمة بين الأمم.
يا جماعة المنظومة، لقد سجل التاريخ اليوم، أن جان إيف لودريان زار لبنان الجغرافيا والانسان، لا دولة لبنان. خمسون دقيقة قضاها في حضرة رئيس الجمهورية ورئيس المجلس ابلغهما فيها ما نعرفه، وهو معيب، واستمع منهما الى ما يعرفه، وهو مخجل.
رئيس دولة يبرر لزائر كبير خائف على لبنان الأسباب الموجبة لرفض تشكيل حكومة، والأنكى تغليف هذه الأضاليل بحجج دستورية وميثاقية واهية، ورئيس برلمان يشكو ويناور ويغطي حزب الله. وطبيعي أن يسمع لودريان الحجج نفسها من الرئيس المكلف إن زاره، لكن لا مؤشرات حتى اللحظة تدل على انه سيفعل.
في لبنان الإنسان، التقى لودريان مطولا مجموعات قليلة وأحزابا من 17 تشرين دعاهم خلال اللقاء الى توحيد الصفوف وصياغة مشروع سياسي عملي، وحضهم على التشبث باستحقاق الانتخابات النيابية وعلى خوض غماره في لوائح صلبة و بوجوه واعدة، وأكد أمامهم أن المبادرة الفرنسية مستمرة وبأن بلاده لن تتخلى عن لبنان وستفرض عقوبات متدرجة وشاملة في حق المنظومة.
في الأثناء يواصل نوستالجيو “شكرا سوريا” شرب انخاب انتصار النظام معتبرين أن زيارة الوفد السعودي دمشق تشكل تأشيرة عودته الى التحكم بلبنان، كما ترتفع قبضات رجال الخيار الإيراني تحية لإمبراطورية فارس التي ستحكم المنطقة ولبنان بتفويض اميركي، ستتظهر معالمه بانتهاء مفاوضات فيينا. رهان الفريقين يحتم منع تشكيل حكومة ولو جاع لبنان وانهار. ويحدثوننا عن محاربتهم العقوبات الفرنسية والأميريكة فيما هم يمارسون أشد اشكال العقوبات والتدمير الذاتي على الوطن المعذب