IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”mtv” المسائية ليوم الأحد في 20/06/2021

ويك أند حافل سياسيا، وغني بالمواقف الديبلوماسية والحكومية. بدأ بزيارة المفوض الأعلى للسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي، وانتهى بالمؤتمر الصحافي اللافت لرئيس “التيار الوطني الحر” والردود عليه. المفوض الأوروبي لملم أوراقه وغادر، بعدما كرر التلويح بعصا العقوبات، في المقابل جبران باسيل علا السقف وصعد في المواقف رافعا شعار حقوق المسيحيين وواصفا المعركة بأنها معركة وجود. نظريا، الطرح “ربيح” على الصعيد الشعبي، خصوصا أن المعركة الإنتخابية النيابية بدأت، والجميع يعمل تحت شعار: لا صوت يعلو فوق صوت المعركة. أما في الواقع فالناس في واد آخر. فلبنان ال2021 هو غير لبنان ال 1975. صحيح أن الروح الطائفية والمذهبية لا تزال كامنة في النفوس وقوية، لكن الأولوية اليوم هي للقمة العيش، للدواء، للاستشفاء، لتنكة البنزين، للكهرباء والمياه. وهذا ما لم يقرأه جيدا باسيل، معتقدا أن الناس لا هم لهم إلا صلاحيات رئيس الجمهورية وحقوق المسيحيين. وفاته في هذا المجال أن اللعب على وتر الصلاحيات صار بضاعة منتهية الصلاحية، وأن الناس وقبل اهتمامها بحقوق طوائفها تريد أدنى حقوقها من غذاء وماء وكهرباء وطاقة. فماذا تنفع حقوق الطوائف ما دامت أدنى حقوق الإنسان في لبنان منتقصة، ومنتهكة، ومستلبة من الطغمة الحاكمة؟

هذا في الشكل. في المضمون هجوم باسيل تركز على ثلاث فئات أساسية: على سمير جعجع الذي هاجمه وسماه بالاسم وبطريقة غير لائقة، وعلى بري الذي انتقده وانتقد أداءه، وعلى سعد الحريري الذي بدا الاقل تعرضا لانتقاد باسيل اليوم، اذ لم يركز عليه كالعادة. توازيا، دافع باسيل بشراسة عن حقوق المسيحيين، ووصل به الامر الى حد القول إنه لا يريد أن يعيش في ذمة أحد، أي لا يريد أن يكون من أهل الذمة. لكن خطابه المسيحي التوجه والعالي النبرة تضمن ثغرة كبيرة. فباسيل، وفي معرض الدفاع عن حقوق المسيحيين، ناشد السيد حسن نصر الله التدخل كوسيط وكحكم وكأمين على موضوع الحقوق المسيحية. فهل يحق لباسيل أن يجير حقوق المسيحيين للامين العام لحزب الله؟ وهل يرضى المسيحيون بهذا الامر؟ وهل حقوق المسيحيين ملك لباسيل ليتصرف بها كما يشاء وساعة يشاء؟ ثم، وهذا هو الاهم، إن الحكم الوحيد دستوريا في الجمهورية اللبنانية هو رئيس الجمهورية. إنه راعي العلاقات بين كل الاطراف السياسية، وهو المرجع الاخير للفرقاء السياسيين عندما يتعذر عليهم الاتفاق. فكيف جرد باسيل رئيس الجمهورية من هذه الصفة وأعطاها لحسن نصر الله؟ وهل بتجريد الرئيس من دوره كحكم نسترد حقوق المسيحيين؟ على أي حال ما قيل اليوم كلام لا يصرف، فالاستعصاء الحكومي مستمر، مبادرة بري انتهت، وطاولة الحوار التي دعا اليها باسيل صعبة التحقق. في الاثناء سعد الحريري طار من جديد الى الامارات. أفلا يعني هذا أن الحكومة طارت هي الاخرى، حتى إشعار آخر على الاقل؟.