IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”mtv” المسائية ليوم الأحد في 12/09/2021

في المبدأ والمنطلق، نريد لهذه الحكومة أن تنجح . فقد تعبنا وتعب الناس من الفراغ، وكاد البلد ينهار تماما نتيجة عدم وجود سلطة تنفيذية فاعلة وفعلية.

لكن المؤشرات المتعلقة ب “حكومة الصهرين” لا توحي الثقة، ولا تنبئ بالخير. مثلا: وزير الطاقة وليد فياض، المؤتمن على حل مشكلة المشاكل في لبنان أي الكهرباء، يثير على ما يبدو المشاكل أكثر مما يقدم الحلول. فشركة “بوز الن”، حيث كان يعمل لفترة، أنهت عمله بعدما اكتشفت انه متورط بقضايا إساءة استخدام لمنصبه، وإعطاء معلومات لشركة منافسة ل “بوز الن”.

ووزير السياحة وليد نصار لم يشتهر بتاتا بأنه فوق الشبهات، إذ لم تكن رئاسته لاتحاد كرة السلة نموذجية، وأثيرت أسئلة كثيرة حول أدائه في منصبه ولا سيما لناحية الهدر والشفافية المالية.

أما وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار ف “عليه سكتة” ولا حاجة لوصف نجاحاته ولا لتقدير اكتشافاته الصينية والأوروبية! فالاكتشاف الصيني جعله يطلب من اللبنانيين التخلي عن الحفاضات. واكتشافه الاوروبي الأول حمله على محاربة استعمال الكلينكس، والاكتشاف الأوروبي الثاني دفعه الى مطالبة اللبنانيين باستعمال مياه الحنفية، بدلا من المياه المعبأة.

فهل يدرك السيد الوزير، كم هي نسبة التلوث في مياه الحنفية عندنا؟، ألا يعرف أن ما يطبق في فرنسا لا يمكن أن يطبق في لبنان؟. وإذا لم يصدق فليجرب أن يشرب من مياه الحنفية، ولا سيما إذا كان مصدرها نهر الليطاني مثلا، ولنر النتيجة عندها. فإذا مرت التجربة بسلام ولم يتأثر صحيا سنأخذ بنصيحته حتما، وسنعود الى مياه الحنفية كما نصحنا! وآخر “نتعات” الوزير حجار دعوته اللبنانيين أن يمتنعوا عن شرب اللبن ليصبحوا أصلب في مواجهة المصاعب. فمن اين جاء حجار بهذه النصائح الطبية؟ ويا تعتير لبنان واللبنانيين اذا كانت معلوماته في الشؤون الاجتماعية كمعلوماته في الطب!.

في المقلب الاخر، هناك الوزراء أصحاب الحمية، وفي طليعتهم الوزير عادل حمية الذي استقبل بمهرجان ناري حارق في بلدته. اللافت أن هذا الوزير المسؤول والمؤتمن على تطبيق القوانين لم تحرك فيه العراضة المسلحة شيئا، ولم يتذكر أن عليه أن يكون نموذجا بين أهله وفي بيئته، لا أن يكون راعيا لممارسات هي أبعد ما تكون عن ممارسات رجل دولة.

واليوم اكتملت أخطاء الوزراء الجدد المستقلين بفاول ارتكبه وزير الإعلام جورج قرداحي، الذي طلب من وسائل الإعلام عدم استضافة إعلاميين ومحللين وجهابذة، كما سماهم، يعتبرون ان تشكيل الحكومة تم وفق مبدأ محاصصة. فهل قرداحي جاد في ما يطلبه؟ ألا يدرك، وهو الإعلامي المخضرم وصاحب التجربة الطويلة في عالم صاحبة الجلالة، أن الإعلام حر في لبنان، وأن أحدا لا يملي على المؤسسات الإعلامية ما تفعله ومن تسضيف ومتى؟.

فلبنان في هذا الخصوص مميز عن شقيقاته العربيات، وخصوصا عن الشقيقة الأقرب جغرافيا إليه: سوريا. فالمطلوب يا حضرة الوزير أن توضح ما قصدته في كلامك، فربما التبس علينا، فالتوضيح ليس جريمة، كما أن التراجع عن الخطا فضيلة، والمسامح كريم!.

وفي النتيجة، قبل يومين قال نجيب ميقاتي عن حكومته إنها ليست كاملة لأن الكمال لله. لكن الكمال شيء، وارتكاب الأخطاء يوميا ودوريا شيء آخر. فهل بحكومة يرتكب وزراؤها أكثر من خطأ كل يوم يمكن معالجة أخطاء البلد؟، وهل ستصدق الدول والصناديق والمؤسسات الدولية وزراء يخطئون عندما يتكلمون؟ مع ذلك أيها اللبنانيون عندما تدق ساعة الانتخابات، لا تنسوا أن تكافئوا المنظومة الفاسدة على الحكومات التي تشكلها، و”ما تنسو ترجعو تنتخبون هني ذاتن”!.