Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “mtv” المسائية ليوم الثلثاء في 05/10/2021

الرسالة من غرفة الاستئناف رقم 12 في قصر العدل، الى الضحايا والمتهمين في جريمة العنبر رقم 12، كانت واضحة: نحن القضاة الأشراف، لن نسمح بأن نشارك في جرائم قتل أبنائكم وقتل العدالة وتدمير لبنان الدولة، ولن نتراجع أمام الخوف، لن نحابي، ولن نتنكر لقسمنا ولن نغتال زميلنا طارق بيطار. ردات فعل المتهمين والمشبوهين ومن وراءهم على هذا الموقف، كانت واضحة بقدر ما كانت متوقعة: تكبيل القاضي بيطار بالشكاوى، التشكيك في نزاهته، ترهيب القاضية رندة كفوري كي لا تسقط شكوى الارتياب المشروع، وصولا الى اتهام إعلام حزب الله بيطار، بالعمالة لأميركا، والتآمر لصالحها على الحزب والبيئة المقاومة وإسقاطهما، عل واشنطن وتل أبيب تنجحان بأيد لبنانية، ومن خلال القضاء المرتهن حيث فشلت آلتهما العسكرية والمخابراتية والحصار.

الرسالة الترهيبية تعني فيما تعني، أن الهجمة المضادة على بيطار وكل قاض شريف لن تتهاوى وتتلاشى. وإذا خذل القضاء ومن ثم المجلس النيابي من يحاولون طمس جريمة المرفأ، فهؤلاء سيسلكون مسالك أخرى، ومن له أذنان سامعتان، فليسمع. والجميع ينتظر الآن ماهية قرار القاضية كفوري، واستدعاء القاضي بيطار النواب المتهمين، والوزراء السابقين قبل أن يلوذوا مختبئين تحت عباءة الحصانات ووراء درع الدويلة في التاسع عشر من تشرين الأول.

في الانتظار، وضع الدولة والحكومة ليس في أحسن حال، بفعل التعارضات المكتومة والمعلنة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة حول كل الملفات المطروحة وإن لم يخرج هذا الأمر الى العلن بعد، من الوفد المفاوض مع صندوق النقد الى استراتيجية التفاوض الى غياب البرنامج الانقاذي، وترسيم الحدود البحرية. ولا ننسى طبعا المطالبة المستهجنة لبعض الكتل النيابية بتخفيض سن الاقتراع الى الثامنة عشرة وان اختلفت الغايات من طرح المشروع الآن، إذ بررته فئة منهم بضرورة منح هذه الشريحة حقها في القرار، فيما سعت فئة أخرى الى تخويف مبطن للمسيحيين المطالبين باتاحة حق التصويت المفتوح للمنتشرين، الكاسر للتوازن في نظرها. والخوف الحقيقي هو أن ينجر النواب المسيحيون وراء هذا الفخ فيتراجعون، بدلا من القبول بالتخفيض فتحا للعبة الديموقراطية على مصراعيها مهما كانت النتائج. وقبل رجائنا اليومي اليكم إنو ما ترجعو تنتخبون هني ذاتن…

لا بد من الاشارة الى أن العالم لا يزال يتعافى من كارثة العطل الذي اصاب فيسبوك وباقي مواقع التواصل الاجتماعي الأميركية وما اثاره من بلبلة كونية ما استدعى قراءة معمقة في النكسة وأسبابها في الولايات المتحدة وفي العالم وكيفية تلافي تكرار العطل الكوني وتداعياته الأمنية والاقتصادية المضرة. كل هذا وسط الاستنتاج المقلق الآتي: إذا كانت الولايات المتحدة بخير قد نكون كذلك أو لا نكون، لكنها إن اصيبت بالزكام فإن الكون كله سيصاب بالسعال، وذلك الى أجل غير مسمى.