اطمئنوا ايها اللبنانيون ، فرئيس جمهوريتكم أكد للمنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان ، انه لا داعي للقلق .
مصدر اطمئنان الرئيس ليس تحسن الوضع الاقتصادي ، ولا ثبات الوضع المالي ، ولا استقرار الوضع الاجتماعي ، بل بكل بساطة ، لان الانتخابات ستجرى حتما في الربيع .
وهو أكد انه سيتصدى بقوة ، للجهات الخارجية التي تحاول استغلال ظروف البلد الصعبة للضغط على الناخبين ، لمصلحة توجهات وشخصيات محددة .
فهل ما قاله الرئيس ينطبق على واقع الحال في المكان والزمان ؟
بالتالي ، اليس الاحرى بمن يدعو اللبنانيين الى عدم القلق ، ان يسعى لتغيير الواقع المزري ، وتحسينه ، بدلا من تهديد الجهات الخارجية التي لم يسمها؟ وهل بالتهديدات بالمطلق تقوم البلاد ، ام بتسيير شؤون الدولة بحكمة ، واحترام الدستور وتطبيق القوانين ، واطلاق المشاريع الحيوية المنتجة ؟
مع ذلك ايها اللبنانيون لا تقلقوا ، فرئيسكم يؤكد ان الانتخابات ستجرى، ولو ان حكومة “معا للانقاذ” عاجزة عن عقد اجتماع للبحث في ” الف باء ” الانقاذ .
فهل من ينقذنا من المعارك الرئاسية الافتراضية ، ومن حكومة الانقاذ ، قبل فوات الاوان؟
ماليا، الضجة المثارة حول اوراق الدولار القديم تتفاعل.
واللافت انه رغم كل البيانات الرسمية الصادرة عن المراجع المالية وعن السفارة الاميركية حتى ، فان الاضطراب لا يزال سيد الموقف، ما يؤشر الى ان الدولة ينبغي ان تنتقل من مرحلة القول والتنظير الى مرحلة الفعل والعمل ، وخصوصا ان القضية من اساسها لا معنى لها لأن لا تفرقة عالميا بين اوراق دولار قديمة واخرى جديدة.
ديبلوماسيا، السعودية عينت قائما جديدا بالاعمال في لبنان .
فكيف يقرأ الخبر؟ هل هو دليل على اهتمام سعودي متجدد بلبنان، ام على انخفاض مستوى التمثيل الديبلوماسي الذي كان على مستوى سفير؟
قضائيا، المحقق العدلي طارق البيطار عاود عمله الذي لن يطول على الارجح ، ذاك ان السياسيين المدعى عليهم سيعودون الى الاعبيهم وعرقلاتهم ، وهم يتربصون بالبيطار ويستعدون لتقديم دعاوى رد جديدة هربا من الخضوع للتحقيق، ومنعا لسير العدالة.
ومعظم هؤلاء السياسيين هم، كالعادة، من النواب الذين انتخبهم الناس لتمثيلهم في المجلس.
لذلك ايها اللبنانيون، اذا اقتربت ساعة الحقيقة واصبحتم امام صندوقة الاقتراع من جديد، لا تعيدوا ارتكاب الخطأ نفسه ، بل الخطيئة نفسها، واوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن