12 كانون الأول كان رقم الشؤم للشهيدين جبران تويني وفرانسوا الحاج، لكنه بحق كان رقم الشؤم للبنان، فهو مع ما سبقه وما لحقه من تواريخ قاتلة، أودت بالعشرات من شباب لبنان الميامين الأحرار، لم يكن يستهدف هؤلاء بالمطلق كأسماء منتقاة بأيد عمياء على عجل، بل اختارتهم أيادي الإجرام لأنهم يشكلون رسائل تخويف لشعب تاق إلى الحرية وكانوا هم بالنسبة إليه القاطرة ونقطة الجذب والمنارة.
أيها اللبنانيون، إياكم أن تفصلوا بين ما آلت اليه أحوالنا اليوم مع محطات القتل هذه. فمنذ حصول هذه الجرائم وصولا إلى بركان المرفأ، واغتيال لقمان، وتهديد فارس سعيد لم يتوقف الوضع عن الإنهيار حتى صار لبنان غابة ومكبا ومخزن سلاح، وصار صاحب السلاح يخيرنا بين لبنانه أو الرحيل. فالقاصي والداني يعرفان لماذا منع القضاء أمس واليوم من توقيف قاتل واحد من مرتكبي الجرائم الكبرى، ومنع من معاينة موقع انفجار البرج الشمالي قرب صور في مربع حماس، وكيف جيء بأسوأ الرجال لإدارة الدولة، وكيف شكلت الحكومات – الدمى الخاضعة لسطوة الدويلة، حتى جاع الشعب ومرض وهاجر وانهارت الدولة وصارت غابة سلاح.
في هذه الأجواء، وبعد الصفعة السعودية الخليجية وتخيير المنظومة بين السيادة التي تفتح امامها ابواب العرب العالم، والخضوع لحزب الله والانغلاق حتى الاختناق، في هذه الأجواء يبدأ المبعوث الفرنسي بيار دوكان اجتماعاته الاثنين في بيروت، فيما صندوق النقد يئس منا ومجلس الوزراء ممنوع من الاجتماع، والقضاء تحت ضربات الدويلة، ومصير الانتخابات الأسبوع الطالع رهن رجولة أعضاء المجلس الدستوري. في السياق، إذا استعصت عليكم باقي الملفات، احرصوا ايها اللبنانيون على الاستحقاق الانتخابي، وما ترجعو تنتخبون هني ذاتن.