IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”MTV” المسائية ليوم الأربعاء في 22/12/2021

مبدئيا، الصفقة السياسية – القضائية انتهت، لكن مفاعيلها العملية بدأت اليوم. فاجتماع المجلس الاعلى للدفاع الذي دعا اليه رئيس الجمهورية شكل اعتراضا واضحا من عون، على مقاطعة الثنائي الشيعي جلسات الحكومة. الاعتراض المذكور لم يقتصر على الفعل بل تجسد كلاميا. فرئيس الجمهورية اكد انه يجب انعقاد مجلس الوزراء، وانه لا يمكن لأي شخص اختصار مجلس الوزراء في ظل حكومة مكتملة الاوصاف الدستورية.

في المقابل اعرب رئيس الحكومة  عن خشيته من ان تقود دعوة مجلس الوزراء الى تصدع يجب التعاون لتفاديه . الموقفان المتعارضان، بين عون وميقاتي، هو امتداد طبيعي للخلاف بين رئيس الجمهورية  والثنائي الشيعي. المأزق اذا مستمر . واركان المنظومة الذين حاولوا حل مشاكلهم عبر استهداف القضاء، سقطت صفقتهم، فاخذ كل طرف يبرىء نفسه، كما اخذ كل طرف  يلقي الاتهامات على سواه. علما ان  جميع  اطراف السلطة مشاركون في الجريمة، ولو ان الجريمة التي دبروها في الغرف السوداء كشفت وسقطت في اللحظة الاخيرة !

سياسيا، النتيجة الاولى لما حصل هو تصدع العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر. فالحزب الاصفر اثبت مرة جديدة انه لا يبالي كثيرا بمصالح حليفه البرتقالي، وان الاولوية عنده هي مراعاة حليفه التاريخي حركة امل، اما عن اقتناع واما عن رغبة في  تجنب الفتنة الشييعة- الشيعية. لكن تصدع العلاقة بين البرتقالي والاصفر لا يعني ان الطلاق واقع حتما بينهما. فالتيار غير قادر على فك ارتباطه بالحزب وهو على ابواب انتخابات نيابية يحتاج فيها الى دعمه، وخصوصا ان اليتار خسر قسما وازنا من شعبيته. وعليه، فان كل ما يقوم به التيار ورئيسه جبران باسيل لن يغير في المشهد كثيرا.

وفيما الاطراف السياسية غارقة في مناكفاتها اليومية السخيفة، القطاعات على انواعها تعاني، والناس يئنون ويتوجعون. فالتقنين الكهربائي مستمر ، والادوية شبه غائبة عن رفوف الصيدليات.  نقابة المستشفيات تحذر من كارثة صحية محتمة في الايام المقبلة، فيما ازمة رغيف تلوح في الافق.  لذلك ايها اللبنانيون: تذكروا عند ساعة الاستحقاق الانتخابي المسؤولين عن قهركم واذلالكم. تذكروا معظم نوابكم الذين يعيشون في قصور عاجية فيما انتم تعانون نتائج فشلهم وفسادهم. ولذلك ايها اللبنانيون: اوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن.