IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”MTV” المسائية ليوم السبت في 1/1/2022

كل عام وأنتم بخير، الدعاء صادق لكنه صعب التحقق، لأن الخير في المفاهيم الشرقية أمر غيبي إلهي يعني أن الله هو المسؤول فيما العبد نائم أو ناقم . من أين يأتي الخير وكيف تتحقق الأماني ولبنان بشعبه وبشره وحجره ودولته، رهينة منظومة باعته للذئاب : ذئاب الإقليم ذئاب الذل وضباع الأنانيات والمصالح الشخصية.

من أين يأتينا الخير والمنظومة تشكو وتبكي وتنوح وتستعطي، وفي الوقت نفسه تعض الأيدي التي تقبلها وتتتنكر لإلتزاماتها تجاه الدول المانحة وصندوق النقد، وتمعن في تفتيت المؤسسات، وتقطع أرزاق قواها العاملة وتدفع قواها العالمة الخبيرة إلى الهجرة القسرية بحثا عن فرص الحياة الكريمة والعمل المنتج في مشارق الأرض ومغاربها.

والأنكى أنها لا تكتفي بقهر مواطنيها الصابرين الصامدين في الداخل تحت نير ظلمها، بل هي تلاحق المغتربين في مواطنهم الجديدة، تهددهم في أزراقهم من خلال افتعال أسوأ العلاقات مع الدول المضيفة، ولنا في الإعتداء اللفظي اليومي من منابر الدويلة على دول الخليج خير مثال، وإن حدث أن سكت منبر أو انطفأ لسان يتم تعبئة الفراغ سريعا بشحنة كابتاغون أو بعض المسيرات ينتهكون بها حرمات الدول الصديقة وسياداتها وأمنها الإجتماعي .

نعم بعقل قديم متحجر، تستعد المنظومة لملاقاة العام الجديد: على صعيد مجلس النواب كصرح تصريف أعمال وتشريع غب الطلب، العقد الإستثنائي سيظل معلقا على حبال الصراع المستعر بين الرئيسين عون وبري.

على الصعيد الحكومي، مجلس الوزراء سيظل ممنوعا من الإجتماع بأمر من رئيسه، مسايرة للثنائي الشيعي الذي لا يسايره ولا يدعه يسير أعمال الناس، ويواصل سياسة القضم والهضم والكولشة على كل الدولة. أما بالنسبة للقضاء فالتكتيك المدمر نفسه يسري عليه.

أمام هذه الصورة المأسوية المرشحة للإستمرار حتى نهاية العهد، واستطرادا، نهاية الدولة، لم يعد أمامنا سوى الانتخابات النيابية بابا للتغيير والتجديد، لذلك نستحلفكم أيها اللبنانيون لا تدعوهم يسلبونكم هذا الحق، بس أكيد أكيد ما ترجعو تنتخبون هني ذاتن.