العصابة الحاكمة تخوض حربين بالتوازي. الحرب الاولى ضد بعضها بعضا، والحرب الثانية ضد الانتماء العربي للبنان عبر التهجم على المملكة العربية السعودية.
النموذج الفاقع للحرب الاولى: التراشق الاعلامي شبه اليومي بين التيار الوطني الحر و حركة امل، والاتهامات المتبادلة لبعضهما بعضا بالفساد. علما ان الطرفين لم يقصرا بحق اللبنانيين. يكفي ان نتذكر كيف ان التيار ارهق الموازنة بالهدر والفساد اللذين تحكما بقطاع الكهرباء في عهده.
أما حركة امل فلم تترك سترا مغطى في الدولة من خلال اجتياحها الصناديق والمجالس والمؤسسات والوزارات . هذا بالنسبة الى المعركة الاولى. بالنسبة الى المعركة الثانية الوضع أسوأ.
فالامين العام لحزب الله حسن نصر الله لا يبالي بالعلاقات اللبنانية- العربية، كما لا يهتم أبدا بمصالح اللبنانيين في الخليج. لذلك هاجم بالامس المملكة العربية السعودية وقيادتها معتبرا اللبنانيين الموجودين في الخليج بمثابة رهائن. فبأي منطق يتكلم نصر الله؟ وكيف يسمح لنفسه ان يهدد العلاقات اللبنانية – السعودية بهذا الشكل، وان يهدد اللبنانيين الموجودين في السعودية في حاضرهم ومستقبلهم؟
وطالما ان نصر الله تحدث عن رهائن، فان عليه ان يعرف ان اللبنانيين الموجودين في لبنان هم الرهائن والمخطوفون، وان الخاطف هو حزبه، حزب الله، الذي يمارس كل انواع الاستقواء على اللبنانيين ويهددهم بمئة الف مقاتل.
كل هذا يحصل فيما الدولار طحش على الثلاثين الف ليرة، وصفيحة البنزين تخطت ال 350 الف ليرة، وقاروة الغاز ب 320 الف ليرة. مع ذلك, فان أفراد العصابة الحاكمة لا يهتمون الا بحروبهم الصغيرة المدمرة.
لذلك ايها اللبنانيون : في الانتخابات المقبلة سائلوهم، حاسبوهم، عاقبوهم، واوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن.