IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”MTV” المسائية ليوم الأحد في 23/1/2022

عطلة نهايةِ الأسبوع لم تكن عطلةً سياسياً وديبلوماسياً، وأرست مساراً يؤسّس لتطوّرات كبيرة. عودةُ العاصفةِ الثلجية الباردة واكبتها عواصفُ سياسيّة وديبلوماسيّة حارّة سترخي بظلالها على الأسبوع الطالع. العاصفة الأولى حريريّة بامتياز. فموقف الحريري المتمثل بعدم المشاركةِ في الإنتخابات شغَل الوَسَطين السياسيّ والشعبي، وطرح أكثرَ من سؤال وأثار أكثرَ من هاجس.

اليوم أكد الحريري أمام مناصريه أنه رغم الأيام الصعبة فإنَّ بيت الوسط لن يقفِل أبوابَه وسيظل مفتوحاً أمام الناس. فماذا يقصد الحريري بالأيام الصعبة؟ هل يقصد الأيامَ الصعبة بالمطلق على اللبنانيّين، أم الأيامَ الصعبة عليه شخصياً؟ وما هوية هذه الأيام الصعبة؟ هل هي محليةٌ أم إقليمية؟ وبالتالي أيُّ قرارٍ سينتج منها؟ عدمُ مشاركتِه هو شخصياً في الإنتخابات، أم انكفاءُ تيارِه السياسيِّ ككل، أم أنَّ القرار سيشمل أيضاً نادي رؤساءِ الحكوماتِ السابقين؟ إنها أسئلةٌ مشروعةٌ قد يجيب عنها الحريري في المؤتمر الصحافي الذي دعا إليه في الرابعة من بعد ظهر غد وقد لا يجيب. “اسمعوني بكرا” عبارةٌ ردَّدها زعيمُ تيارِ المستقبل أكثرَ من مرة أمام مناصريه اليوم، فهل من مفاجأة جديدة يفجِّرُها في مؤتمره الصحافي، والذي يتزامن، ربما مصادفةً وربما لا، مع انتهاء جولةِ وزير الخارجيّة الكويتيّة على المسؤولين اللبنانيّين؟

ديبلوماسيا، ما كان مرجحا بالامس صار مؤكدا اليوم. فوزير خارجية الكويت اعلن صراحة انه يحمل رسالة كويتية خليجية عربية ودولية هي بمثابة اجراءات وافكار لبناء الثقة مجددا مع لبنان. التصريح المعلن يؤكد المعلومات التي اشارت الى ان الزيارة الكويتية المفاجئة هي نتيجة جهود ديبلوماسية حثيثة بين دول مجلس التعاون الخليجي من جهة وبين فرنسا واميركا من جهة ثانية، وان القصد منها توجيه رسالة اخيرة الى السلطات اللبنانية علها تصحح  المسار وتعيد بناء الثقة مع محيطها العربي.

لكن الواضح ان المسؤولين اللبنانيين اعجز من ان يلتزموا البنود التي تضمنتها الرسالة الكويتية. اذ هل المسؤولون اللبنانيون قادرون على اتخاذ اجراءات لمنع حزب الله من التدخل في حرب اليمن؟ وهل السلطات اللبنانية قادرة على التزام القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن الدولي ولا سيما القرار ١٥٥٩، مع ما يعنيه ذلك من ضرورة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية؟ وقبل كل ذلك هل تتجرأ السلطات اللبنانية وتتخذ اجراءات جدية وموثوقة لضبط المعابر اللبنانية ومنع تهريب المخدرات ولا سيما الكبتاغون؟

الجواب اللبناني عن بنود الرسالة العربية الدولية جاء كالعادة بصيغة التسويف والمماطلة. فالرئيس عون اعلن ان افكار المبادرة موضوع تشاور لاعلان الموقف المناسب منها، فيما اشارت مصادر الرئيس ميقاتي الى ان الافكار التي تضمنتها المبادرة  الكويتية لم تبدأ مناقشتها بعد. الا يدل التصريحان على ان التسويف والمماطلة اللبنانيين سيدا الموقف،  وان لا امل بتغيير الذهنية والممارسة والموقف في ظل هكذا منظومة راضخة ومستسلمة؟ لذلك ايها اللبنانيون، انتم على موعد مع التغيير في الخامس عشر من ايار. فكونوا على قدر المسؤولية التاريخية ، واوعا  ترجعو تنتخبون هني ذاتن.