Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”MTV” المسائية ليوم الخميس في 10/2/2022

غريبة عجيبة هذه الحكومة، والأغرب منها رئيسها الذي يتباكى على الناس ومصالحهم من دون أن يرف له جفن أو من دون أن يتخذ أي قرار متقدم  أو مفيد! نجيب ميقاتي قال اليوم بعد إقرار الموازنة وبالحرف الواحد : ” ما بقا نقدر نعطي كهربا ببلاش وإتصالات ببلاش لأن مابقا في مصاري،  واذا قال المواطن: أموالي في المصارف سنقول له معك حق بس بدنا نتحمل بعضنا” هنا إنتهى كلام ميقاتي . فما هذا المنطق غير المنطقي الذي يتحدث به رئيس الحكومة؟ يعني الدولة المسروقة والمنهوبة من مافيا السلطة تستوفي ما  لها على آخر قرش ووفق سعر الصرف الحالي، أما الناس الذين سرقت أموالهم واحتجزت في المصارف فعليهم أن يتحملوا لأن هذا هو قدرهم! فأين تعلم ميقاتي مبادىء الحكم وإدارة الدولة ؟ وهل على المواطن العادي أن يتحمل نتائج سرقات المسؤولين أم أن على المسؤولين أن يكونوا في خدمة المواطن وأن يسعوا إلى تحقيق استقراره الإجتماعي ورخائه الإقتصادي؟

على اي حال، موازنة العام 2022 اقرت وبعجز بلغ  سبعة آلاف مليار ليرة . لكن اقرارها بهذا الشكل في مجلس الوزراء لا يعني انها  ستقر كما هي في مجلس النواب. فالموسم ، مبدئيا، موسم انتخابات.  وفي الانتخابات ، عادة، لا يتجرأ النواب على اتخاذ  قرارات غير شعبية. والواضح ان الموازنة في صيغتها الحالية هي موازنة غير شعبية بامتياز، بل انها ستثير الكثير من ردود الفعل. فهل يتجرأ ممثلو الشعب على كسر ارادة الشعب في سنة عنوانها الاساسي : الاستحقاق الانتخابي؟ كل هذا يجري فيما مؤسسات الدولة تنهار الواحدة تلو الاخرى، نتيجة الهدر المتمادي والسرقات الموصوفة. آخر الضحايا صندوق الضمان الاجتماعي حيث هناك مليون و 400 الف مضمون  قد يحرمون  التغطية الصحية. فاذا استعرنا منطق ميقاتي هنا،   هل على المواطن  ان يتحمل الضمان الاجتماعي ايضا ؟ في النتيجة ايها اللبنانيون،  انها حقيقة دولتكم التي  تحولت بفضل ممثليكم  من دولة  تملك قدرات لا بأس بها الى دولة فقيرة تستعطي على ابواب العالم. لذلك ، عندما تأتي ساعة الاستحقاق “اوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن”.