آه آه على على هالإيام”، إنه مطلع أغنية سامي كلارك، الفنان صاحب الصوت الأوبرالي المميز الذي فقده لبنان اليوم. الكلمات العفوية البسيطة للأغنية تعبر تمام التعبير عما وصل إليه الوطن الصغير. ولأن الأمر كذلك فإن قلب غرانديزر الأغنية اللبنانية لم يعد يحتمل فانفجر، فالمعاناة كبيرة، وربما حتى غرانديزر لا يستطيع فعل شيء للبنان.
والمعاناة اللبنانية كانت حاضرة في الفاتيكان حيث ألقى البابا فرنسيس كلمة اعتبر فيها أن مأساة لبنان مستمرة، وهي تترك العديد من الاشخاص بلا خبز فيما فقد الشباب والبالغون الرجاء. الكلمة المعبرة للحبر الأعظم تأتي بعد أربع وعشرين ساعة على لقائه بطاركة الشرق الكاثوليك، حيث أكد لهم وفق معلومات ال “ام تي في” ارتياحه لزيارة أمين سر دولة الفاتيكان للعلاقات مع الدول ريتشارد غالاغر لبنان، وأن الفاتيكان بعد هذه الزيارة بات متيقنا أكثر فأكثر بأن لا سبيل لقيامة لبنان إلا بدولة مركزية قوية تملك وحدها قرار الحرب والسلم ولا تتورط في صراع الآخرين. وعلمت ال “ام تي في” أيضا أن الفاتيكان أجرى في هذا الإطار اتصالين بكل من وزيري خارجية أميركا وفرنسا اللذين أجريا محادثات أمس كان لبنان في صلبها. فهل تؤدي كل هذه الإتصالات والمشاورات إلى بداية خروج لبنان من نفقه المظلم؟
في الداخل الصورة لم تتغير وتتمحور بدءا من الغد حول الجلسة التشريعية لمجلس النواب، وحول امكان توصل ممثلي الامة الى اقرار قوانين اصلاحية يطالب بها المجتمع الدولي. وهو ما عبرت عنه المنسقة المعينة للامم المتحدة في لبنان نجاة رشدي. لكن، هل المنظومة تريد حقا تحقيق اصلاحات، ولا سيما ان اي اصلاح حقيقي يهدد مصالحها، ويضرب منافعها، ويمس بامتيازاتها، ويضيع عليها الكثير من صفقاتها؟ وفي الاطار هذا لفت ما قاله رئيس مجلس النواب نبيه بري في القاهرة حيث اعتبر ان لبنان ليس مفلسا بل يعاني كورونا سياسية وحصارا عربيا. توصيف الوضع بالكورونا السياسية صحيح، لكن فات بري ان يذكر من المسؤول عن هذه الكورونا! فأركان السلطة والمنظومة هم الفيروس الحقيقي في لبنان، وممارساتهم افقدت الدولة مناعتها، وافلستها وجوعت شعبها. وان الاصلاح الحقيقي لا يمكن ان يتحقق بتحديث بعض النصوص كما يحاول ان يفعل مجلس النواب غدا، وانما بتغيير معظم الاشخاص والوجوه والمسؤولين، الذين ثبت للجميع انهم مصدر البلاء منذ اكثر من ثلاثين عاما. لذلك ايها اللبنانيون، كونوا على الموعد في الخامس عشر من ايار، مارسوا بحماسة وكثافة حقكم الانتخابي، واوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن.