لليوم الثاني على التوالي : اسعار المحروقات ترتفع … لكن المشهد العام كان مختلفا اليوم . فلهيب المحروقات رافقه ارتفاع لافت في سعر صرف الدولار ، الذي لامس ال 24 الف ليرة . لكن، سرعان ما اعيد ضبط سعر العملة الخضراء بفعل بيان صادر عن مصرف لبنان . مع ذلك ، ما حصل لا يبشر بالخير ، ويذكر بشكل او بآخر بما حصل قبل فترة ، عندما وصل سعر صرف الدولار الى 33 الف ليرة .
انتخابيا ، رحلة الميغاسنتر وصلت الى نهايتها على ما يبدو . فاللجنة الوزارية لن تتخذ قرارا نهائيا ، بل ستضع الامر في عهدة مجلس الوزراء بعد ان تشير في تقريرها الى ان اقرار الميغاسنتر يحتاج الى تعديل في القانون ، اي ان مجلس الوزراء سيضع القرار الصعب في عهدة مجلس النواب . ووفق المعلومات فان رئيس مجلس النواب لن يتخذ اي مبادرة ، بل سينتظر ما اذا كانت احدى الكتل النيابية سترفع اليه مشروع قانون بهذا الخصوص . وبما ان اي كتلة لن تتجرأ على ذلك مبدئيا ، بما فيها كتلة التيار الوطني الحر ، فان فكرة الميغاسنتر ستنطفىء لوحدها ، وتصبح كأنها لم تكن . فهل سقطت مناورات التيار الوطني الحر نهائيا ، ام انه سيخرج من قبعته ارنبا آخر ، محاولا مرة جديدة عرقلة اجراء الانتخابات في موعدها؟
توازيا، كل فريق يستعد للانتخابات على طريقته. التطورات متلاحقة على صعيد الترشيحات وتركيب اللوائح، وان بصورة اولية في مختلف الدوائر الانتخابية. لكن التركيز الاساسي يبقى على الساحة السنية، ولا سيما بعد الزيارة اللافتة التي قام بها الرئيس فؤاد السنيورة الى العاصمة الفرنسية. وبحسب المعلومات فان رئيس الحكومة السابق يحاول ان يلعب دورا اساسيا على صعيد اعادة تركيب الادارة السياسية السنية في البلد ، وذلك لتحقيق نوع من انواع التوازن مع الاندفاعة الايرانية في لبنان. وهو انطلاقا من هذا الدور حصل على حد ادنى من الدعم الاقليمي ما يتيح له تحقيق ثلاثة امور: الترشح شخصيا وترؤس لائحة في بيروت الثانية، ولعب دور المنسق لمختلف اللوائح في المناطق ذات الثقل السني، واعادة الربط مع القوى السياسية المختلفة التي كانت حليفة التيار الازرق في السابق. فهل ينجح السنيورة في مسعاه؟ وهل يستطيع ان يملأ ، ولو نسبيا، الفراغ الذي خلفه غياب الحريري عن الساحة الانتخابية ؟ دوليا، الحرب على اوكرانيا مستمرة. ورغم التقدم في بعض الاماكن الذي تسجله القوات الروسية فان الحسم العسكري لا يزال بعيدا، ربما لن يتحقق. ذاك ان المعلومات الاستخبارية غير الدقيقة والخطط العسكرية غير الفاعلة ساهمت في عجز الروس عن تحقيق اهدافهم كما كانوا يتوقعون. لكن بمعزل عن كل ما يحصل في العالم فان تركيز اللبناني في الاساس يبقى على الانتخابات. فالموعد في الخامس عشر من ايار شبه مقدس. لذلك ايها اللبنانيون عندما تصلون امام صندوقة الاقتراع اوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن