اليوم إستكمل نادي رؤساء الحكومات السابقين خروجه من الإستحقاق الإنتخابي. فبعد تمام سلام وسعد الحريري ونجيب ميقاتي، أعلن فؤاد السنيورة عزوفه عن خوض الإنتخابات.
في الأسباب، ما قدمه السنيورة للعزوف يتلاقى مع الأسباب التي سبق وقدمها رؤساء الحكومات الثلاثة.
لكن اللافت في كلمة السنيورة تأكيده أن عزوفه عن الترشح ليس من باب المقاطعة، بل بالعكس، إذ سيكون معنيا ومنخرطا فيها بشكل كامل ولآخر أبعادها .
كذلك دعا السنيورة إلى المشاركة في الإنتخابات لئلا يتاح للوصوليين تعبئة الفراغ. موقف السنيورة لم يشكل مفاجأة، ويؤكد مرة جديدة أن قيادات الصف الأول عند السنة فقط تقاطع الترشح للإنتخابات، فيما قيادات الصف الثاني والثالث جاهزة لخوض الإستحقاق.
أكثر من ذلك، المعلومات تؤكد أن الحريري وميقاتي والسنيورة سيرعون لوائح ولو ضمنا، وسيدعمون مرشحين ولو سرا، ما يعني أن عزوفهم هو عزوف شخصي بحت، وليس مقاطعة تامة وشاملة.
فكيف في الإمكان تفسير هذه الظاهرة غير المسبوقة في تاريخ الطوائف اللبنانية ، بل حتى في تاريخ السياسة اللبنانية؟ ولماذا يعزف رؤساء الحكومات السابقون عن الترشح للإنتخابات طالما أنهم يشاركون فيها بشكل أو بآخر؟ إنه سر يصعب كشف أبعاده حاليا.
لكن الأكيد أن عزوف الرؤساء ليس في مصلحة الإنتخابات النيابية، لأنه سيضعف المشاركة السنية في العملية الديمقراطية.
أما لبنانيا فيطرح العزوف علامات استفهام كثيرة تتعلق بسلامة التركيبة السياسية والتوازن الوطني ، وصولا ربما إلى ما ينتظر اللبنانيين في المستقبل القريب
بعيدا من الاجواء الانتخابية المحلية، برزت اليوم زيارة وفد سعودي رفيع المستوى العاصمة الفرنسية. الوفد يترأسه المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، الذي التقى المستشار الرئاسي الفرنسي المعني بالملف اللبناني باتريك دوريل.
طبعا، لا يمكن فصل الزيارة السعودية عن الوضع اللبناني، ولاسيما ان باريس والرياض على تنسيق دائم في هذا الملف. حياتيا، الامور تتدهور .
فالعاصفة غريتا، التي يجب ان تكون مصدر خير وعلامة بركة، تحولت مصيبة على اللبنانيين في ظل انعدام توافر الكهرباء، والتقنين الكبير في المولدات، والغلاء الفاحش على صعيد المحروقات.
والواضح ان الازمات المالية والاقتصادية المحلية معطوفة على الغلاء العالمي بدأت تنعكس سلبا على الحياة اليومية للبنانيين، كما بدأت تثير مشاكل في عدد من المناطق، اذ عمد عدد من اصحاب المولدات، مثلا، الى اطفائها كليا، ما استدعى تدخل اجهزة امنية وبلديات لمنع تفاقم المشاكل.
رغم كل هذا فان المسؤولين، غير المسؤولين ، مرتاحون الى اوضاعهم ، ولا يشعرون البتة بضرورة اتخاذ اجراءات استثنائية لمواكبة الوضع الاستثنائي الذي يعيشه الناس. اما معظم النواب ففي ابراجهم العاجية يتنعمون، يحسبون الحواصل الانتخابية والاصوات التفضيلية بدلا من ان يهتموا بمستوى عيش اللبناني الذي يلامس الصفر.
لذلك ايها اللبنانيون، عندما يأتي يوم الاستحقاق الكبير، وتصبحون وراء العازل وامام صندوقة الاقتراع، اوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن.