النور الالهي فاض من القبر المقدس زارعا الرجاء في البشرية. وهو سيصل لبنان بعد قليل، مذكرا اللبنانيين بانه بعد الجلجلة والصلب والموت يدحرج الحجر حتما وتتحقق القيامة.
في الانتظار يعيش اللبنانيون درب الامهم، وهي طويلة طويلة، وتتجسد اليوم في امرين: غياب الكهرباء تماما عن بيوتهم نتيجة توقف المعملين الاساسيين عن العمل. وهو امر حمل رئيس التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على ان يتساءل في تغريدة له عما اذا لم يكن الوقت قد حان لاقالة وزير الطاقة وليد فياض المتجول، وفق رأيه، بين عاصمة وعاصمة وملهى ومطعم فيما الحكم في وزارته تابع لصهر العهد المدمر.!
في الموازاة ازمة الرغيف تدق الابواب، في ظل غياب المعالجات الموضوعية الجادة، وفي ظل وجود قرار خفي ربما لدى الجهات المعنية بوقف دعم الطحين تجنبا لصرف المزيد من الاحتياطي الموجود في مصرف لبنان. فلماذا كـتب على اللبناني ان يذل من قـبل المنظومة الفاسدة دائما مرتين: مرة اولى بفقدان الضروريات له، ومرة ثانية بالغلاء القاسي الناتج من رفع الدعم؟
انتخابيا، افطار معراب اعاد تأكيد المؤكد، وهو ان الانتخابات التي ستجرى في الخامس عشر من ايار، ليست انتخابات تحديد حجم واوزان بين القوى السياسية والحزبية، بل انتخابات مصيرية تتعلق بهوية لبنان ومستقبله ودوره في المنطقة. وهو ما شدد عليه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في كلمته. واهمية الكلام انه يأتي قبل اثنين وعشرين يوما من الاستحقاق الديمقراطي المنتظر، وانه قيل امام حضور ديبلوماسي عربي وخليجي لافت، وامام عدد من القيادات السياسية السنية وممثل لمفتي الجمهورية اللبنانية. في الوقت المستقطع، لا يزال رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة يحاولان تمرير مشروع قانون الكابيتال كونترول. والموعد الاتي هو للجنتي المال والموازنة والادارة والعدل الثلاثاء المقبل. فهل ينجح بري وميقاتي بتمرير القانون، ام ان المعارضة النيابية والشعبية والنقابية ستكون اقوى من محاولاتهما المتكررة؟ لكل ذلك ايها اللبنانيون: شاركوا بكثافة في الاستحقاق الانتخابي الاتي. ف”التغيير بدو صوتك وبدو صوتك، وب 15 ايار خللو صوتكن يغير”