غدا الجمعة اليوم الاول من الايام الانتخابية الثلاثة، فيه يقترع المنتشرون في الدول العربية لانتخاب ممثلين عنهم في مجلس النواب. ووفق المتوقع فان اللبنانيين الموزعين على بلدان المنطقة العربية سيقولون لا بالحرف العريض للمنظومة واركانها. فهم دفعوا غاليا ثمن استهتار السلطة واعوانها بمصالحهم ، كما دفعوا غاليا، وغاليا جدا، ثمن استقواء الدويلة على الدولة وتحديها لمصالح الدول العربية ، ولا سيما الدول الخليجية. من هنا ينتظر ان تكون كلمة المنتشرين واضحة وصريحة. فهم لم يتركوا بلدهم الى البلدان العربية الا بهدف تعزيز الوضع الاقتصادي والمالي لمجتمعهم ودولتهم، فاذا بالمنظومة تحول جنى عمرهم وجنى عمر اللبنانيين جميعا مجرد ارقام في المصارف لا قيمة لها، بل حتى لا وجود لها الا على الورق!
في الداخل صمت انتخابي مطبق، كأن لبنان يوم الخميس مختلف كليا عن لبنان يوم الاربعاء. وزارة الخارجية استفادت من الصمت لافتتاح غرفة العمليات الخاصة بادارة ومراقبة الانتخابات النيابية في الخارج . وقد تفقد رئيس الحكومة الغرفة مؤكدا حياد الحكومة. لكن الاكيد ان نزاهة الانتخابات لا تتعلق فقط بالتجهيزات التقنية واللوجستية. فالمهم هو ضمان شفافية العملية الانتخابية من لحظة تسجيل المنتشرين وتوزيعهم على مراكز الاقتراع ، مرورا باسقاط الورقة في الصندوق ، انتهاء بوصول الصناديق الى لبنان وفرزها واعلان النتائج . انها آلية طويلة ودقيقة ، فهل ستكون شفافة بكل مراحلها وتفاصيلها ؟ الجواب لم يعد بعيدا. المهم ان يشارك اللبنانيون من مقيمين ومنتشرين بكثافة في الاستحقاق الاتي . ف “التغيير بدو صوتك وبدو صوتك، وب 15 ايار خللو صوتكن يغير”